لم يستسغ جمهور النادي القنيطري لكرة القدم، صباح أول أمس، قرار منعه، في آخر لحظة، من مغادرة القنيطرة صوب مدينة تطوان، لمساندة فريقه خلال المواجهة التي جمعته بالمغرب التطواني بملعب »سانية الرمل«، في اليوم نفسه، لحساب الدورة 12 من الدوري الاحترافي. وترجم فصيل »إلتراس حلالة بويز« غضبه من هذا القرار إلى خوض مسيرة احتجاجية جابت أهم شوارع القنيطرة، انطلاقا من أمام الملعب البلدي مرورا بشارع يوسف بن تاشفين وشارع محمد الخامس ومحمد الديوري، في اتجاه مبنى ولاية أمن المدينة. وفي الوقت الذي نفى فيه مسؤولون خبر منع السلطات المحلية الجمهور القنيطري من التنقل إلى تطوان، وأكدوا، في تصريحات متطابقة، عدم وجود أي منع كتابي من باشوية المدينة، موضحين، أن ما قامت به ولاية الأمن، لا يعدو أن يكون مجرد اجتهادات فردية لبعض مسؤوليها. بينما برر أحدهم هذا المنع بورود تقارير تشير إلى وجود احتقان شديد بتطوان يشكل تهديدا كبيرا لسلامة وأمن أنصار النادي القنيطري. وصدحت حناجر مشجعي «الكاك» بشعارات مناوئة للمسؤولين الأمنيين ومنددة بتواطؤ جهاز السلطة معهم بغية حرمان أنصار «فارس سبو» من حقهم الدستوري في التنقل، واعتبروا ما قام به رجال الأمن مسا خطيرا بظهير الحريات العامة، واعتداء سافرا على حرية الأشخاص، والشطط في استعمال السلطة. وتابع المئات من المواطنين الشباب المحتج وهو يهتف بعبارات تنذر بعودة التوتر إلى العلاقة بين جماهير «الكاك» وسلطات المدينة، خاصة الأمنية منها، التي حملوها مسؤولية اتخاذ المنع دون مبرر معقولة، سيما في ظل الإجراءات التنظيمية التي تم الاتفاق عليها، أياما قليلة، قبل موعد المباراة المذكورة. وأدت احتجاجات عشاق النادي إلى تعطيل حركة السير بكل الطرق التي مرت منها المسيرة، كما جندت السلطات مختلف أجهزتها الأمنية، السرية منها والعلنية، تحسبا لأي طارئ محتمل، كما تمركزت أعداد كبيرة من عناصر القوات المساعدة غير بعيد عن الحراك، الذي لم يخرج عن طابعه السلمي طيلة ما يفوق أربعة ساعات من الاحتجاجات الصاخبة، وهو ما يفسر عدم وقوع أية مواجهات أو اصطدامات مع القوات العمومية. وكشفت جماهير »إلتراس حلالة بويز«، التي اختتمت مسيرتها بوقفة احتجاجية أمام مبنى ولاية الأمن، أن المضايقات التي تتعرض لها، ومحاولات استهداف مخططها الوحدوي الساعي إلى لم شمل جميع الإلترات بالمغرب، لن يثنيها عن مواصلة الكشف عن مواقفه المنددة بفساد المنظومة الكروية ببلادنا، وانتقادها الشديد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وسعي بعض الجهات إلى زرع بذور التفرقة بين مختلف جماهير المملكة وإذكاء نار الحقد بينها، بغية تركيع »الإلتراس« وجعلها في خدمة أجندة جهات متواطئة مع الفساد والمفسدين، حسب تعبير أحدهم.