اعتقلت عناصر الدرك الملكي بجماعة ميراللفت بإقليم تيزنيت، ظهر الجمعة المنصرم، شابا في الثامنة والعشرين من العمر بتهمة إحراق ما يقرب من عشرة مصاحف وسط البلدة علانية أمام الملأ. وحسب الإفادات التي حصلت عليها «المساء» من شهود حضروا الواقعة، فإن الشاب أخذ المصاحف المذكورة من المسجد المركزي لبلدة ميراللفت، ورماها وسط قمامة عمومية مخصصة للأزبال قبل أن يسكب عليها مادة كحولية ويشعل النار فيها، وسط استنكار عارم في صفوف الحاضرين من الساكنة المحلية. وحسب نفس المصادر، فقد ظل الشاب، المزداد سنة 1982 بالمحمدية، يتردد على مسجد «سيدي علي أومحمد» لمدة ثلاثة أيام، حيث كان نزيلا بأحد فنادق المنطقة، كما كان مواظبا على قراءة الحزب الراتب بالمسجد ذاته، وهو يتمتع بكامل قواه العقلية ولا تبدو عليه أية علامات تؤكد إصابته بمرض نفسي أو اختلال عقلي معين، حيث دعا الخارجين من أداء صلاة الجمعة إلى التمسك بتقوى الله، كما نفى – حسب المصادر- أن تكون المصاحف التي قام بإحراقها « قرآنا»، وقال إن اسمها الحقيقي هو «القزام»، وظل يردد هذا الاسم الغريب لمدة طويلة، وظل على تلكم الحال إلى أن تدخلت السلطات المحلية فأوقفت عملية الحرق وأنقذت المصاحف المتبقية من الإعدام بهذه الطريقة المهينة. ونظرا إلى حساسية الموقف وارتباطه بالمقدسات وبالأمن الروحي لعموم المواطنين، فقد استدعى الحادث حضور عدد من كبار مسؤولي الدرك الملكي بالإقليم، معززين بعناصر المركز القضائي، وعدد آخر من الأجهزة الأمنية المختلفة، وقاموا بمعاينة الموقع وحجز المصاحف المحروقة والمتبقية، كما اقتادوا الشاب المعني على الفور إلى سرية الدرك الملكي بتيزنيت وسط حراسة مشددة، حيث خضع لتحقيق مفصل حول ظروف وملابسات الحادث والأسباب التي أدت به إلى القيام بهذا الفعل، كما عمق المحققون البحث في توجهاته وقناعاته السياسية والعقدية، على أساس إحالته على الخبرة الطبية للتأكد من سلامته النفسية والعقلية، قبل إحالته على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت.