كشف مصدر دبلوماسي أوربي رفيع المستوى داخل حلف شمال الأطلسي «الناتو» أن المخابرات المغربية تنبأت قبل سنتين خلال لقاء في المغرب بما حصل مؤخرا في مالي. وأوضح سفير إيطاليا الدائم لدى حلف «الناتو» أن المخابرات المغربية أبلغت قبل سنتين مسؤولين عسكريين واستخباراتيين غربيين باقتراب سيطرة الجماعات المتطرفة على مالي. وأكد المصدر ذاته، خلال لقاء نظمته وزارة الخارجية، وجمع سفراء فرنسا والبرتغال وإيطاليا بحلف الشمال الأطلسي بعدد من الصحفيين المغاربة بمقر الحلف ببروكسيل، أن المخابرات المغربية شرحت لهم ما كان سيحصل في مالي وكانت توقعاتها صحيحة، مضيفا أن المخابرات تساعدهم كثيرا على فهم ما يدور في منطقة الساحل والصحراء. وأشار المصدر ذاته إلى أن المغرب يضطلع بدور نشيط داخل الحلف، ويسعى إلى تطوير وتعزيز شراكته معه، موضحا أن المملكة تقوم بمجهود كبير في مجال محاربة الإرهاب، وحماية الحدود البحرية. وفي سياق متصل، اعتبر مسؤول عسكري فرنسي رفيع المستوى بحلف «الناتو» أن «التعاون القائم بين المنظمة العسكرية الدولية والمغرب في المجال العسكري ممتاز وبناء»، موضحا أن القوات المسلحة الملكية شاركت إلى جانب الحلف في 42 نشاطا خلال السنة الماضية، و46 نشاطا خلال العام الجاري، تشمل أنشطة متنوعة تتوزع بين ما يتعلق بمحاربة الإرهاب ومكافحة الألغام والأمن البحري، بالإضافة إلى تبادل المعلومات والخبرات. وأشار المسؤول العسكري إلى أن المغرب من الدول غير الأعضاء في الحلف، التي تحتل المرتبة الثانية من حيث المشاركة في أنشطة وبرامج «الناتو»، نافيا أي مشاركة عسكرية للجيش المغربي في ليبيا أو أفغانستان، لكنه بالمقابل أكد أن المغرب قدم دعما سياسيا ل»الناتو» حيث تبادل معه «معلومات هامة»، بالإضافة إلى تيسيره استخدام أجوائه لطائرات حلف «الناتو». وحول إمكانية إجراء مناورات عسكرية بين المغرب وحلف الشمال الأطلسي، أكد المسؤول العسكري أنه «إلى حدود الساعة ليس هناك أي خطة بالنسبة لإجراء المناورات، وإذا عبر المغرب عن رغبته في إجرائها، وتقدم بمقترح في هذا الشأن، فالحلف مستعد وسيشجع ذلك».