كشف سفير البرتغال لدى الحلف الأطلسي بأن المخابرات المغربية سبق وقدمت تحليلا عن الأوضاع بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء، ضم معلومات دقيقة عما يجري هناك. وأردف السفير الذي كان يجيب عن سؤال ل»الاتحاد الاشتراكي» حول سبل التعاون الأمني لدرء مخاطر الإرهاب بين المغرب والحلف الأطلسي، بأنه وبعد سنتين من تأكد مطابقة المعلومات التي تتوفر عليها المخابرات المغربية مع الواقع الذي يجري في مالي وباقي المنطقة، أكد السفير أن هناك تعاونا مغربيا متوسطيا في محاربة الإرهاب وباقي أنواع الجريمة سواء تهريب البشر والمخدرات وغيرها وهو يؤتي أكله بشكل متميز . وشدد السفير البرتغالي الذي كان يتحدث بمعية زميليه الايطالي والفرنسي المعتمدين سفراء دائمين لدى حلف شمال الأطلسي على عمق العلاقات التي تجمع المغرب مع الاتحاد الأوروبي، موضحا أن الرباط أقرب عاصمة إلى لشبونة من مدريد وأن العلاقات عميقة، ويجب أن تتطور في المستقبل لفائدة البلدين. من جهته أكد سفير فرنسا على عمق الروابط بين بلده والمغرب، مشددا على أهمية تطويرها وموضحا أن مواقف فرنسا ثابتة في إطار البحث عن حل سياسي لقضية الصحراء، وأنها تعتبر المغرب شريكا أساسيا ويلعب دورا حيويا في دعم الأمن ومكافحة الجريمة بكل أنواعها في الشمال الإفريقي وجنوب الصحراء. أما السفير الايطالي فقد تطرق إلى التطور الديمقراطي الذي يعرفه المغرب، مبديا الرغبة في علاقات متميزة بين بلاده والمغرب يستفيد منها الطرفان في كافة المجالات . وفي إطار نفس الفعاليات التي عرفها مقر الحلف الأطلسي، فقد ألقى المسؤول العسكري هنري لامباري العسكري الثاني بالحلف، عرضا حول سياسة الحلف والأدوار التي يقوم بها مشددا على أن الحلف يتشكل من 28 دولة ديموقراطية هي مجموع الدول التي لها العضوية، بالإضافة إلى شركاء آخرين . وأفاد العسكري الفرنسي أن المغرب لعب دورا سياسيا في إسقاط نظام القذافي ولم يشارك عسكريا على أي مستوى حربي، ذلك أنه وحسب مسؤول الناتو فالمغرب لعب دورا سياسيا مهما من خلال دوره في الجامعة العربية والمنظمات الدولية. وأشار المسؤول إلى أن المغرب يعد الشريك الثاني للحلف الأطلسي من حيث التعاون، في حين أن الأردن يبقى الشريك الأول والدي يقبل بكل العروض التي يقدمها له الحلف، في حين أن المغرب يشارك في عدة اتفاقيات بشكل اختياري وإرادي ويرفض أخرى. وأعرب المسؤول العسكري عن أمله في أن يكون الاحتفال بالذكرى السنوية العام المقبل، فرصة تاريخية لإعادة ترتيب العلاقة بين الحلف الأطلسي وباقي الشركاء، مشددا على استقلال قرار الناتو عن أمريكا التي تعد مع ذلك شريكا أساسيا. وفي الشأن الليبي أكد المسؤول العسكري أن الحلف الأطلسي تلقى طلبا من رئيس الحكومة الليبية علي زيدان من أجل التدخل في بلاده لمواجهة انتشار الأسلحة والجماعات الإرهابية. وأكد أن قيادة الحلف تدرس هذا المقترح بشكل جدي، مشيرا الى ما يفيد أن الطلب الليبي سيستجاب له. وناشد العسكري الاطلسي رجال الإعلام والمجتمع المدني تفهم أدوار ومهام الحلف الاطلسي في تدخلاته، مشددا على أن الحلف لا يتدخل خارج أوروبا إلا بطلب من دولة أخرى، مؤكدا أن أية دولة داخل الحلف لها حق رفض التدخل باسم الحلف لان اعتراض دولة واحدة يعد بمثابة منع للحلف من أي تدخل. يذكر أن هذا اللقاء التواصلي احتضنه مقر الحلف الأطلسي بوسط بروكسيل العاصمة البلجيكية، ويدخل ضمن الانشطة التواصلية للحلف مع الصحافة الدولية حيث هناك قسم كبير للتواصل من أجل تسويق سياسة الحلف الاطلسي للخارج، وبخاصة الدول الشريكة مع الحلف.