أثار تقدم أشغال بناء المحطة الحرارية الجديدة في مدينة آسفي، وتعثر بناء الميناء المعدني جدلا وسط المنتخبين في لقاء جمعهم مع ممثلي الشركات العالمية، التي عهد إليها ببناء وتجهيز المحطة الحرارية الجديدة، بسبب اضطرار المحطة الحرارية إلى جلب الفحم من ميناء آسفي القديم عبر الشاحنات. وعبر منتخبون في آسفي من المجلس الجماعي والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي والبرلمانيين، عن تحفظهم ورفضهم استعمال المدار الحضري لمدينة آسفي في نقل الفحم عبر شاحنات من الميناء القديم إلى المحطة الحرارية، من أجل تشغيلها، بسبب عدم جاهزية الميناء المعدني الجديد في الآجال التي اتفق عليها عند تدشينه من قبل الملك محمد السادس في شهر أبريل المنصرم. وقالت مصادر رسمية من مجلس مدينة آسفي إن البلدية تدرس قرارا بمنع استعمال الطريق العمومية من الميناء القديم إلى المحطة الحرارية في نقل الفحم، وقالت المصادر ذاتها إن عملية تشغيل المحطة الحرارية تتطلب كميات ضخمة من الفحم الذي سوف ينقل عبر شاحنات تعبر مدينة آسفي من الشمال إلى الجنوب في انتظار بناء الميناء المعدني الجديد، الذي تعثر بسبب تصفية ملكية الأرض التي سيقام عليها. وكشف منتخبون في اتصال لهم ب «المساء» أن عملية نقل الفحم عبر الشاحنات، التي ستعبر شوارع مدينة آسفي لتشغيل المحطة الحرارية أمر مرفوض، بسبب خطورة هذه العملية على صحة المواطنين وتأثيراتها على جودة الهواء، مشيرين أن آسفي تعرف أعلى درجات التلوث بسبب الأنشطة الصناعية للمركبات الكيماوية، وأن إضافة نقل الفحم عبر مواكب من الشاحنات هي عملية جد مكلفة بالنسبة للبيئة وأن مخاطرها البيئية والصحية لا نقاش فيها، حسب قولهم. وقال منتخبون من مدينة آسفي في لقائهم بالشركات العالمية التي عهد إليها ببناء وتشغيل المحطة الحرارية إن مدينة آسفي تعاني من تزايد مظاهر التلوث الصناعي وغياب استراتيجية وطنية ومحلية للحد من التلوث، مشيرين إلى أن شوارع مدينة آسفي تحولت إلى وسيلة في سلسلة الإنتاج الصناعي لعدد من الوحدات الصناعية عبر نقل أطنان من نفايات العجلات المطاطية التي تدخل الميناء من أوربا لتشغيل مصانع الإسمنت، كما يتم استعمال خط سككي يعبر مدينة آسفي على طول الساحل يحمل المواد الكيماوية، بالإضافة إلى نقل الأمونياك، وهذا كله في ظل غياب أدنى معايير السلامة والمحافظة على البيئة، حسب قول المنتخبين. وطالب المنتخبون في آسفي بضرورة الإسراع ببناء الميناء المعدني الجديد، الذي سيعهد إليه تزويد المحطة الحرارية بما تحتاجه من فحم، وأن يتم إعلان مدينة آسفي مدينة نظيفة وخالية من الأنشطة الصناعية الملوثة داخل المدار الحضري، والتسريع بإنهاء جميع الأنشطة الكيماوية الملوثة في ميناء آسفي القديم وتأهيله ليصبح قطبا في الصيد الساحلي النظيف وفي الرياضات البحرية والأنشطة السياحية.