هذه الأيام «كلشي تالف».. الوزير أوزين يغالب النفس مع البرلمانيين بسبب «شلاضة» اسمها الجمع العام لجامعة الكرة بعد أن رفض بلاتير الاعتراف ب»الضمصة» على الطريقة المغربية؛ والوزير الأزمي حائر و»شاد في راسو» بسبب تقرير البنك الدولي الذي يتحدث عن تهريب 4 ملايير دولار من المغرب نحو الخارج؛ والوزير الوردي «شاد الحبل» مع الصيادلة بسبب أثمان الأدوية ومع الأطباء بسبب دخول الرأسمال إلى الاستثمار في المصحات؛ وحتى الشركات الأجنبية التي تبحث عن البترول والغاز في المغرب «داخت ليها الحلوفة» وأصبحت تتبرك بدماء الأكباش لاستخراج براميل النفط. وقد امتدت موجة «التلفة»، أيضا، إلى البرلمانيين، وها هو رشيد الطالبي العلمي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار في البرلمان، يقر بأن حزبه «يعاني تعقيدات الانتقال من المعارضة إلى الأغلبية»، بالرغم من أن حزب الأحرار لم يعمر في المعارضة سوى شهور قليلة قبل أن يعود إلى الحكومة حاملا معه شعار «فرش لولاد الناس فين ينعسو ولادك»، وهي الحكمة التي انتصر بها على العدالة والتنمية ودخل معه شريكا على طريقة «دخل ياكل الفريك اصبح معنا شريك».. ومن هنا نفهم سرَّ نزول البرلماني والقيادي في «البيجيدي»، بوانو، من مكانه في جلسة البرلمان واتجاهه نحو الطالبي العلمي ومعانقته له بعد أن قبل رأسه، كأنه يقول له «ها حنا معاكم حتى تولفونا». والجميل في «بوسان الراس» بين بوانو والطالبي هو هذا التحول السريع من «السبان» إلى «البوسان» في ظرف أقل من سنة بين قيادتي «البيجيدي» و»الإيريني»؛ والظاهر، أيضا، أن كؤوس الشاي التي تبادلها بنكيران مع مزوار كان لها مفعول كبير في «تطياب الخواطر» حتى أصبح «الديب حبيب». لكن، مادام مزوار قد حمل معه في النسخة الثانية من الحكومة وزراء مليارديرات يحتلون مراتب متقدمة في الترتيب العالمي لأثرياء القارة الإفريقية، فإن «البوسان» هو أقل شيء يمكن التعبير به عن المشاعر الجياشة التي أصبحت تجمع أعداء الأمس في حكومة واحدة، حتى صح فيهم القول «القرع بلفوسو آرا داك الراس نبوسو». لكن مظاهر «المحابة» بين قيادات العدالة والتنمية وقيادات الأعداء لم تتوقف فقط عند الطالبي العلمي وبوانو، فها هو القيادي أفتاتي «كيعطي عنقو» للقيادي في الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، الذي أهداه ربطة عنق وأصر على لفها حول عنقه. والظاهر أن قيادات العدالة والتنمية «معيدة قبل الوقت» وهي تحتفل ب»السان فالانتاين» مع أعداء الأمس، مع أن «الحية تنحط والعدو ما ينحب»، إلا أن إخوان بنكيران «شربو بلولهم» وأصبحوا «رطبين» مع الزمن المغربي الذي حولهم إلى ما يشبه أغطية «مازافيل» بعدما كانوا «حلفة حرشة». وحتى رئيس الحكومة السي بنكيران «رطاب مع راسو» ولم يعد يعلق على انتقادات فرق المعارضة في البرلمان سوى بابتسامات عريضة صامتة، وانتهى ذلك الزمن الذي كانت فيه «الكشكوشة» هي سلاح بنكيران المُشهر في وجوه معارضيه؛ فلعله فهم متأخرا أن لديه أغلبية مريحة ووزراء «غنادرية» وأن البقية غير مهمة، لذلك تظهر عليه منذ تنصيب النسخة الثانية من حكومته «راحة البال» بعدما تخلص من «وجع التراب» مع شباط، وبعدما لم تحرك الضرائب التي فرضها على علب السردين والزبيب شعرة واحدة في رؤوس النقابات التي تستغرق في سباتها العميق. والراحة التي يشعر بها بنكيران اليوم لا تقاس بثمن، والسبب هو أن كل الزيادات في الأسعار والضرائب التي طبقها منذ وصوله إلى السلطة لم تحرك الشارع، وهو ما دفعه إلى القول بأن «السياسة هي الكلمة، ولو نزل سعر المحروقات إلى درهم فسنبيعه للمواطن بدرهم». لكن بنكيران نسي أن يضيف إلى كلامه عبارة «خير وسلام» التي عادة ما يقولها المغاربة عند حديثهم عن الأحلام، لأن البنزين لن ينزل إلى درهم «واخا تكون انت هو الكويت».