إذا كان عموم المغاربة استبشروا خيرا بهطول أولى قطرات المطر خلال هذا الموسم، فإن الأمر ليس بهذه الصورة بالنسبة إلى عدد من سكان المدينة القديمة للدار البيضاء، وخاصة الذين يقنطون في الدور المهددة بالانهيار، بسبب مخاوف من انهيارات جديدة في هذه المنازل، لاسيما أن الذاكرة ما تزال تحتفظ بالسيناريو الذي عاشته هذه المنطقة قبل أقل من سنتين، حينما انهارت بعض المباني وأدى ذلك إلى مقتل مجموعة من المواطنين. وقال مصدر من المدينة القديمة ل"المساء" إنه شيء طبيعي أن يشعر العديد من سكان المدينة القديمة بالخوف كلما تهاطلت الأمطار، لاسيما أن مجموعة من الدور مهددة في كل حين بالانهيار، بسبب الوضعية التي توجد عليها جل المنازل. وأصبحت قطرات الأمطار تشكل مخاوف كثيرة لسكان المدينة القديمة والفداء، اللتين تتصدران قائمة المناطق التي توجد فيها أكبر نسبة من المنازل المهددة بالانهيار، وأكد مصدر ل"المساء" أن سبب المخاوف حاليا هو أن الوضعية بالمدينة القديمة ما تزال على حالها وأنه ليس هناك أي جديد في هذا الملف. الوضعية التي توجد عليها الدور في المدينة القديمة دفعت بعض الأصوات إلى التحذير من وقوع كارثة جديدة، ولحد الساعة لم يتم عقد أي اجتماع يتعلق بلجنة الدور المهددة بالانهيار، وعلمت "المساء" أن هذه اللجنة لم تعقد لحد الساعة أي اجتماع لها، وكأن الأمر لا يتعلق بقضية تشكل بؤرة اهتمام فئة كبيرة من البيضاويين. وأكد مصدر من لجنة الدور المهددة بالانهيار أنه رغم المطالبة بضرورة عقد اجتماعات هذه اللجنة من أجل تقييم العمل المنجز في المدينة القديمة، فإنه لا تتم الاستجابة لهذه القضية، وقال "كنا نرغب على الأقل في عقد اجتماعات هذه اللجنة قبل هطول الأمطار، ولكن دون جدوى، ولا نعرف في الحقيقة أي معلومات حول ملف المدينة القديمة". وأكد المصدر ذاته، أنه رغم أن ملف المدينة القديمة بدأ يعرف بعض التحركات، فإنه يسير بوتيرة بطيئة جدا مقارنة بالملفات الكثيرة المطروحة في هذه المنطقة، والتي تستدعي مجهودا كبيرا من قبل جميع المتدخلين. وأصبح العديد من سكان المدينة القديمة يجدون أنفسهم في حرج كلما تهاطلت الأمطار، فمراكز الإيواء لم تعد قادرة على احتضان عائلات جديدة، وهو الأمر الذي يجعلهم يمكثون في منازلهم ويضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من وقوع أي انهيار جديد يودي بحياتهم، لاسيما أن رائحة الموت ما تزال تطوف بالمكان، بسبب الضحايا الذين فارقوا الحياة في السنتين الأخيرتين. ويوجد في مدينة الدارالبيضاء العديد من الدور المهددة بالانهيار، وهو الأمر الذي دفع أحد المهتمين بالتراث المعماري في البيضاء إلى التأكيد، في تصريح سابق ل"المساء"، على أن العديد من المباني في المدينة تحتاج إلى إعادة الترميم، وخاصة تلك التي توجد وسط العاصمة الاقتصادية. وحسب مصادر مطلعة من مقاطعة أنفا، فإن هذه المنطقة تحتضن 30 ألف منزل مهدد بالانهيار بشكل متفاوت الخطورة، وفي المدينة القديمة لوحدها يوجد 25 ألف منزل، مما يحتم ضرورة تعميم مسطرة الهدم على بعض الأحياء غير المدرجة في هذه المسطرة، خاصة أن العديد من المنازل في الكثير من الأزقة والدروب تعاني من تهالك جدرانها.