عاش سكان المدينة القديمة بالدارالبيضاء، وبالضبط بحي «الكنداوي»، ليلة عصيبة أول أمس السبت بسبب سقوط أحد المنازل في هذا الحي دون أن يخلف ذلك ضحايا في الأرواح. وعلمت «المساء» من أحد المصادر في المدينة القديمة أن بعض السكان قضوا ليلتهم خارج منازلهم خوفا من انهيار منازل جديدة. وقال المصدر ذاته إن «مسلسل انهيار المنازل في المدينة القديمة لن يقف عند هذا الحد، نظرا للحالة المزرية التي توجد عليها المباني في مجموعة من الأحياء»، وأكد أن «هناك حالة احتقان جديدة بين السكان المتضررين من عملية انهيار منازلهم»، وقال: «من الممكن جدا أن انهيار هذا المنزل سيساعد على تفعيل خطة إخلاء المنازل من السكان، خاصة أن هناك مجموعة من المواطنين مازالوا يرفضون عملية الإخلاء». وتقدم جمعويون في المدينة القديمة بمقترح جديد لطي صفحة انهيار المنازل، ويكمن هذا الاقتراح في هدم جميع المباني المهددة بالانهيار وإعادة بنائها في المكان نفسه اقتداء بتجربة دول كثيرة بأمريكا اللاتينية، حيث تصدت حكومات هذه الدول إلى مدن الصفيح والدور الآيلة للسقوط عن طريق إعادة بنائها في موقعها الأصلي. وكان مجموعة من سكان المدينة القديمة هددوا بالعصيان والانتحار الجماعي في حالة إذا ما فكرت السلطات في إخلائهم من منازلهم بالقوة، مؤكدين أنهم لا يمكنهم مغادرة بيوتهم إلا إذا جرى تعويضهم بشقق أو أراض في القريب العاجل، لأنهم غير مستعدين للمكوث في أماكن الإيواء مدة طويلة. وتعليقا على هذه القضية، كانت المستشارة خديجة طنطاوي قد قالت في تصريح ل «المساء» إن «التهديد بالعصيان المدني أو الانتحار الجماعي مسألة غير معقولة، لأنه لا يمكن وضع العصا أمام الحلول الرامية لطي هذه الصفحة». ويصل عدد المباني المهددة بالانهيار إلى حوالي 66 ألفا في المدينة القديمة وحدها.