أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، والقاضية بإفراغ المنازل القديمة المهددة بالانهيار في المدينة القديمة للدار البيضاء قلقا لدى بعض السكان، الذين هدّدوا بالعصيان المدني وبالانتحار الجماعي في حالة تدخلت السلطات بالقوة لإفراغ منازلهم، مؤكدين أنهم غير مستعدين لترك منازلهم إلا بعد أن توفر لهم الدولة البديل عن ذلك، لأنه لا يُعقَل وضعهم في مراكز الإيواء وتكرار سيناريو فيضانات 1996، حيث قررت السلطات آنذاك تنقيل ضحايا هذه الفيضانات إلى مجموعة من المدارس. واعتبرت المستشارة الجماعية خديجة الطنطاوي، عن حزب الاتحاد الدستوري، أن «التهديد بالعصيان المدني أو الانتحار الجماعي مسألة غير معقولة، لأنه لا يمكن وضع العصا أمام الحلول الرامية إلى طي هذه الصفحة»، وقالت «في أي لحظة يمكن أن ينهار منزل من منازل المهددة بالانهيار، والتي يصل عددها 66 ألف في المدينة القديمة، ومن غير المعقول الاكتفاء بالتفرج إلى أن تقع كارثة إنسانية». وأضافت الطنطاوي أنه «رغم انتمائي إلى حزب معارض للحكومة، فإن القرار المُتّخَذ من قِبَل رئيس الحكومة والقاضي بالتدخل بالقوة لإخلاء المباني المهددة بالانهيار قرار شجاع»، وأكدت أن «الخطوات الرامية إلى تعويض السكان انطلقت، حيث سيستفيدون من شقق لا تتجاوز مبلغها سبعة ملايين سنتيم، مضيفة أن «من يقفون ضد قرار الإفراغ يريدون أن يعرقلوا خطة إنقاذ السكان، لأنه لا يعقل منح عائلة تقطن في شقة تتكون من أب وأربعة أبناء متزوجين أربع شقق.. فهذا أمر غير معقول». وأوضحت الطنطاوي أنه «في حالة ما إذا تقاعست الدولة في اتخاذ التدابير الوقائية لحل مشكل الدور المهددة بالانهيار، بالإسراع بإفراغ المنزل، فلا أحد سيتكهن بالسيناريو التي ستؤول إليه الأوضاع في المدينة العتيقة للدار البيضاء». وكان وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة قد قال، على هامش اللقاء التشاوري الذي انعقد في الدارالبيضاء حول سياسة المدينة، إنه «إلى حد الساعة ليس هناك إطار قانوني يُجبر السكان على مغادرة منازلهم، وإن السلطات العمومية تكون مُجبَرة، في بعض الأحيان، على إرغام العائلات على الخروج من منازلها، خوفاً من وقوع ضحايا، في إطار حماية أرواح المواطنين»، وقال إن «الملفات المرتبطة بالدور الآيلة للسقوط تتطلب حلولا استعجالية، بإخلاء السكان من منازلهم المهددة بالانهيار، وتتكلف الدولة بإسكانهم في البرامج السكنية المتوفرة حاليا أو بإعادة إسكانهم في المنطقة ذاتها، بعد إعادة بناء المنازل من جديد». في المقابل، نفى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، قيامه بتهديد ساكني الدور الآيلة بالسقوط، مؤكدا أن كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الملتقى الوطني للحوار وسياسة المدينة، أول أمس، أكدت حرص الحكومة على سلامة المواطنين وإيجاد حل لظاهرة الدور الآيلة للسقوط. وأضاف بنكيران، خلال كلمة استهل بها مجلس الحكومة أمس الخميس، أنه دعا مختلف المتدخلين في قطاع السكن، خلال الملتقى، إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحد من معاناة المواطنين المعنيين بالظاهرة.