أحمد بوستة قضى سكان كثيرون في المدينة القديمة بالعاصمة الاقتصادية ليلة بيضاء، بسبب خوفهم من انهيار منازلهم، جراء الأمطار التي تهاطلت على المدينة في الأيام الأخيرة، خاصة بعد سقوط منزل جديد بحي «تزارين» دون أن يخلف ضحايا في الأرواح. وقالت المستشارة خديجة الطنطاوي إن «العديد من سكان المدينة القديمة أصبحوا يضعون أياديهم على قلبوهم كلما تهاطلت الأمطار، ويقضون ليالي بيضاء خوفا من وقوع انهيارات جديدة في المنازل»، وأكدت أن الدارالبيضاء تعيش هذه الأيام كارثة، بسبب مشكل المنازل في المدينة القديمة. وأضافت خديجة الطنطاوي «ليس هناك أي توزان بين عجلة الانهيارات وعجلة ترحيل السكان»، وقالت إن عجلة الانهيارات تسير بسرعة كبيرة، في حين أن عجلة الترحيل بطيئة. وأكدت أنه كان حريا بمجلس جهة الدارالبيضاء إعطاء الأولوية لمشكل المدينة القديمة، عبر رصد ميزانية لهذا المشكل للمساهمة في حله، خاصة أن الأمر يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة. من جهة أخرى، أوضح مصدر ل«المساء» أن عمليات إخلاء المنازل المهددة بالانهيار في المدينة القديمة كان لها الأثر الإيجابي على عدم وقوع ضحايا كثر، لأن المنزلين المنهارين كانا خاليين من السكان. ولم تنف هذا الطرح، وقالت «لا أحد ينكر أن عملية الإخلاء ساهمت في التقليل من حجم الكارثة، ولكن الظروف الصعبة التي تعيشها مجموعة من العائلات في مراكز الإيواء تستدعي تحركا عاجلا لإيجاد حل. وكان سكان المدينة القديمة في الدارالبيضاء عاشوا ظروفا قاسية في الأيام الأخيرة، بسبب توالي أخبار انهيار المنازل، واحتجوا بشدة كبيرة على العديد من المسؤولين المحليين والحكوميين، مؤكدين أن عدسات الكاميرات لا توجه إليهم إلا بعد وقوع ضحايا في الأرواح، مطالبين بالإسراع الفوري لإيجاد حل لهم. واستفاق سكان درب لوبيلا، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، على خبر وفاة شخصين جراء انهيار منزل قديم، ويتعلق الأمر بكل من عبد الكبير كيبرو وحفيده عبد الحق، الذي كان يعيش رفقة جده منذ أن أطلق صرخته الأولى في الحياة قبل 28 سنة، إضافة إلى تعرض شاب آخر لكسر ما أدى إلى نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاجات الأولية.