وضع عشرات السكان القاطنين بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء أيديهم على قلوبهم بعد الأمطار التي تهاطلت على العاصمة الاقتصادية منذ يوم الجمعة الماضي، حيث بدأ الرعب يدب في نفوس السكان بسبب وضعية مساكنهم التي باتت مهددة بالسقوط في أي لحظة مخلفة ضحايا جدد. وأعاد انهيار منزل صباح أمس الثلاثاء الحديث عن سلامة المواطنين٬ خصوصا بعدما خلف الحادث الجديد مصرع شخصين وإصابة ثالث، ويتعلق الأمر بشاب يبلغ حوالي 25 سنة يدعى عبد الحق كيبرو وجده عبد القادر كيبرو الذي يتجاوز السبعين سنة، وانهار سطح المنزل حيث كانا ينامان في غرفه به على الساعة الثالثة صباحا، فيما انهار منزل آخر بالمدينة القديمة وبالضبط بحي حمان لكنه لم يخلف ضحايا. وتزامنت الانهيارات مع تساقط الأمطار على مدينة الدار البيضاء وكانت أصوات كثيرة رفعت قبل وقوع هذه الحوادث للمطالبة بإيجاد حل لسكان المدينة القديمة ومعرفة مدى قدرتها على تحمل أحوال الطقس المضطربة، وتوقعت المصادر استمرار تساقط المنازل خصوصا بعد التساقطات الأخيرة، موضحة أن الفترة الحالية تعتبر الأصعب بالنسبة للسكان، واتهمت المصادر ذاتها حكومة بنكيران بالعجز، وقالت إن عشرات المنازل سقطت في عهد بنكيران الذي سبق أن هدد بطرد كل سكان المدينة القديمة بعد الحادث الذي خلف مقتل أكثر من 10 أشخاص، وقالت مصادر من عين المكان، إن الأمطار التي تهاطلت على المدينة كانت السبب المباشر في انهيار سقف المنزل، لكن هناك أسباب أخرى بينها إهمال السكان وعدم جدية الحكومة في البحث عن حلول عملية، خصوصا أن المدينة القديمة يقطن بها مئات الآلاف من السكان، مشيرة إلى أن أغلب هذه الدور تعاني من تشققات، موضحة أن المنزل المنهار والمكون من طابقين٬ تقطن به أزيد من عشرة أسر خمسة منها بسطح المسكن، وهي نفس الوضعية التي توجد عليها أغلب المساكن التي باتت قنبلة موقوتة، ويمكن أن تخلف مزيدا من الضحايا. وكان نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة، هدد، أثناء تدخله بمجلس المستشارين بمناسبة عرضه للخطوط العامة للحوار الوطني حول سياسة المدينة، بتقديم استقالته إذا وقع حادث مماثل لفاجعة الدارالبيضاء التي خلفت في ماي الماضي 11 ضحية، وينتظر المراقبون أن يفي بنعبد الله بوعده، خصوصا أنه أخذ الوقت الكافي للتعرف على مشاكل القطاع.عبد المجيد أشرف