ظاهرة أصبحت تثير مخاوف المواطنين بمدينة وجدة، خاصة الأحياء الهامشية الآهلة بالسكان، تتمثل في استفحال ظاهرة الكلاب الضالة، رغم كثافة الحركة بها ونمو العمران وانتشار الإسمنت والزفت. حيوانات تجد لها مرتعا خصبا في الأزبال والنفايات والفضاء الواسع وتتحرك أسرابا وقطعانا، فيكثر نباحها وعواؤها ليل نهار، ويصبح من المغامرة على المواطنين والسكان الاقتراب منها ونهرها للابتعاد مخافة مهاجمتهم. تجوب الكلاب الضالة بعض أحياء وجدة، وخصوصا الأحياء الهامشية مثل كولوش والطوبة والفتح والنجد وأحياء واد الناشف بشكل ملفت للنظر ومقلق، حيث شبه أحد المواطنين الظاهرة «بهجوم تتعرض له المدينة من طرف أعداد كبيرة من الكلاب الضالة...». وضعية تشكل خطرا كبيرا على السكان، خاصة الأطفال، الذين يرتادون يوميا هذه الطرقات والأزقة في طريقهم إلى المؤسسات التعليمية، بل من الأطفال من يقترب، عن جهل، من هذه الكلاب في محاولة للمسها وتدجينها... ومنهم من يعمد إلى تعذيب بعض الجراء أو مطاردة الكلاب الأخرى بالأحجار في حال انتصارهم والإحساس بقوة الجماعة، إضافة إلى أن بعض المتسكعين يستغلون تكاثرها لاصطيادها واستعمالها في مهاجمة القطط وفي المشاجرات فيما بينهم. الغريب في الأمر أن تصبح هذه الكلاب جزءا من المشهد اليومي وتتجول بكل حرية وإحساس بالأمن بين أرجل المواطنين بوسط المدينة وشوارعها الكبرى، كشارع محمد الخامس وشارع إدريس الأكبر وعند أبواب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والتعليمية وتأقلمت مع المدينة وأصبحت تتخذ أركانها وأرصفتها والحدائق فضاءات للاستراحة كباقي المتنزهين. ويستاء المواطن من وجود هذه الكلاب الضالة بشوارع المدينة الرئيسية تتجول وسط المارة بشارع محمد الخامس مطمئنة ومرتاحة البال. لقد صار هؤلاء المواطنون يتجنبون تلك الحيوانات الخطيرة ويفسحون لها الطريق، ويرتكنون إلى زوايا المقاهي والمؤسسات العمومية يحتمون بها حتى تمر القافلة بسلام. تتوفر بلدية وجدة على سيارة وقناص للكلاب، لكنها تظهر تارة وغالبا ما تختفي دون التفكير في حماية المواطنين الذين أوكلوا لهم مسؤولية تسيير شأنهم المحلي. وفي غياب كل هذا تتناسل الكلاب وتتوالد وتتكاثر...»إن واجب المصالح البلدية أن تؤمن هذه الطرقات بالقضاء على هذه الكلاب واتقاء ما يمكن أن تسببه من أمراض فتاكة ...»، يوضح أحد البياطرة بالقطاع الخاص بمدينة وجدة.