نقل أحد المتشردين، نهاية الأسبوع الماضي، على وجه السرعة إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الفارابي بوجدة، بعد أن تعرض إلى هجوم قطيع من الكلاب الضالة أثناء نومه بأحد شوارع مدينة وجدة. وكان المتشرد «حسن ب.» (56 سنة) يغط في نومه بشارع مولاي عبد الله بمحاذاة المقهى الملكي المغلق، حين هاجمته أكثر من خمسة كلاب ضالة وجائعة بشراسة وشرعت في نهش رأسه الذي كان عاريا حيث استفاق نتيجة العضات ولم يستوعب ماذا كان يجري له، ووجد نفسه محاطا بتلك الكلاب حيث حاول الهروب لكنها تبعته إلى أن تدخل أحد حراس العمارات المجاورة وأنقذه من موت محقق. وحسب الضحية، فقد تم تعقيم جراحه وتضميدها دون أن يتناول أدوية ضد السعار. لا بدّ من الإشارة إلى أن الكلاب الضالة احتلت أغلب أحياء مدينة وجدة، وأصبحت تجوب شوارعها وطرقاتها وأزقتها بشكل ملفت للنظر ومفزع ومقلق مع حلول الموسم الدراسي وافتتاح المدارس لأبوابها لاستقبال آلاف الأطفال الصغار. ظاهرة الكلاب الضالة استفحلت بالمدينة الألفية رغم كثافة الحركة بها ونمو العمران، بعد أن اتخذت هذه الكلاب الضالة من الأحياء الهامشية، كحي كولوش وحي الطوبة وحي الفتح وحي النجد وأحياء واد الناشف وغيرها ملاجئ ومراتع خصبة في الأزبال والنفايات والفضاء الواسع وتتحرك أسرابا لاسيما وقت تكاثرها وفترة تناسلها، فيكثر نباحها وعواؤها ليل نهار ويصبح من المغامرة على المواطنين والسكان الاقتراب منها ونهرها للابتعاد مخافة مهاجمتها لهم لإفراغ غريزة عدوانيتها الحيوانية، بل أصبحت تقطع الطريق وتهاجم المارة والسيارات. إن الغريب في الأمر أن تصبح هذه الكلاب جزءا من المشهد اليومي وتتجول بكل حرية وإحساس بالأمن والأمان بين أرجل المواطنين بوسط المدينة وشوارعها الكبرى كشارع محمد الخامس وشارع إدريس الأكبر وعند أبواب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والتعليمية.