تتعرض مدينة وجدة لهجوم خطير من طرف أعداد كبيرة من الكلاب الضالة، التي احتلت أغلب أحيائها وأصبحت تجوب شوارعها وأزقتها بشكل ملفت للنظر تزامنا مع افتتاح المدارس لأبوابها لاستقبال آلاف الأطفال الصغار. هذه الظاهرة استفحلت بالمدينة الألفية رغم كثافة الحركة بها ونمو العمران، بعد أن اتخذت هذه الكلاب الضالة من الأحياء الهامشية كحي كولوش وحي الطوبة وحي الفتح وحي النجد وأحياء واد الناشف وغيرها ملاجئ لها حيث الأزبال والنفايات والفضاء الواسع، وتتحرك قطعانا لاسيما وقت تكاثرها، فيكثر نباحها وعواؤها ليل نهار ويصبح من المغامرة على المواطنين والسكان الاقتراب منها ونهرها للابتعاد مخافة مهاجمتها لهم لإفراغ غريزة عدوانيتها الحيوانية، بل أصبحت تقطع الطريق وتهاجم المارة والسيارات. ولعل الغريب في الأمر أن تصبح هذه الكلاب جزءا من المشهد اليومي تتجول بكل حرية وإحساس بالأمن والأمان بين أرجل المواطنين وسط المدينة وشوارعها الكبرى، كشارع محمد الخامس وشارع إدريس الأكبر وعند أبواب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية. وتشكل هذه الوضعية خطرا كبيرا على السكان، خاصة الأطفال منهم الذين يرتادون يوميا هذه الطرقات والأزقة في اتجاه المؤسسات التعليمية، بل إن من الأطفال من يقترب عن جهل من هذه الكلاب في محاول للمسها وتدجينها... ومنهم من يتلذذ بتعذيب بعض الجراء أو مطاردة الكلاب الأخرى بالحجارة في حالة انتصارهم والإحساس بقوة الجماعة، إضافة إلى أن بعض المتسكعين يستغلون تكاثرها لاصطيادها واستعمالها في مهاجمة القطط وفي المشاجرات فيما بينهم. لقد صار المواطنون العابرون للشوارع والجالسون بالمقاهي والمتجولون عبر أرصفة المدينة يتجنبون تلك الحيوانات ويفسحون لها الطريق والمجال، ويرتكنون إلى زوايا المقاهي والمؤسسات العمومية يحتمون بها حتى تمر الكلاب بسلام. لقد أصبحت تلك الكلاب تشكل خطرا كبيرا متنقلا إذ يمكن لها أن تتحول في لحظة من اللحظات إلى وحوش كاسرة وجائعة إذا ما تم استفزازها. تتوفر بلدية مدينة وجدة على سيارة وقناص للكلاب، لكنها تظهر تارة وغالبا ما تختفي دون التفكير في حماية المواطنين الذين أوكلوا لهم مسؤولية تسيير شأنهم المحلي. وفي غياب كل هذا تتناسل الكلاب وتتوالد وتتكاثر... «إن واجب المصالح البلدية أن تؤمن هذه الطرقات بالقضاء على هذه الكلاب واتقاء لما يمكن أن تسببه من أمراض فتاكة...» يوضح أحد البياطرة بالقطاع الخاص بمدينة وجدة.