سيطرت حالة من التوتر على محافظات مصرية شهدت احتجاجات واشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومناهضين للرئيس محمد مرسي، الذين هاجموا مقرات للجماعة وطعنوا أفرادا منها، على خلفية قرار تعيين بعض المحافظين الجدد الذين منع بعضهم من الوصول لمقر عملهم. فقد شهدت مناطق عدة بمحافظة الأقصر مظاهرات احتجاجاً على قرار تعيين عادل الخياط، عضو الجماعة الإسلامية محافظا لها، حيث عبر المتظاهرون عن رفضهم للقرار وحذروا من انعكاساته السلبية على السياحة بالمحافظة. وبالمقابل تظاهر عدد من المؤيدين للمحافظ ورددوا هتافات الترحيب به. وفي محافظة الغربية، عاد الهدوء إلى محيط مبنى المحافظة ومحيط مقرات الإخوان بطنطا والمحلة بعد أحداث العنف والاشتباكات، مساء أمس، نتيجة محاولة المتظاهرين اقتحام مقر حزب الحرية والعدالة الكائن بشارع الجلاء بطنطا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف عليه. وارتفع عدد مصابي الاشتباكات التي استهدفت مقر الجماعة في محافظة الغربية إلى 23 مصابا، في هذه الأثناء، نفى مدير أمن محافظة الغربية اللواء حاتم عثمان، صحة تواطؤ أجهزة الأمن بالمحافظة بإخلاء الشوارع المحيطة بمقرات الإخوان للبلطجية ليتمكنوا من الانتقام من الجماعة. وأكد مدير الأمن في تصريح له أمس أن جهاز الشرطة لن ينحاز لأي طرف. وقد حاول المحتجون أمس اقتحام مكتب عسكر القيادي بجماعة الإخوان وعضو مجلس الشعب، ومقر الإخوان، والتعدي على مقر حزب الحرية والعدالة بالمحلة وإحراق سيارة خاصة بمحافظ كفر الشيخ سعد الحسيني. وفي المنوفية بدأ عشرات الأشخاص اعتصاما أمام مقر المحافظة احتجاجا على تعيين أحمد شعراوي محافظا. وقال أحد المتظاهرين ويدعى محمود كمال لوكالة الصحافة الفرنسية «هذه المحافظة تصوت دوما ضد الإخوان المسلمين سواء في الانتخابات أو الاستفتاءات، وتعيين محافظ من الإخوان هو استفزاز». وفي مدينة دسوق كبرى مدن محافظة كفر الشيخ المجاورة للدقهلية، هاجم ناشطون بطلقات الخرطوش والزجاجات الحارقة والحجارة مؤتمرا نظمته جماعة الإخوان تحت عنوان «لا للعنف نعم للشرعية». وقال شاهد عيان إن اشتباكات دارت بين الجانبين في ميدان عقد به المؤتمر وشوارع جانبية، وأضاف أن الإخوان أنهوا المؤتمر بعد اندلاع الاشتباكات التي نتج عنها تحطيم زجاج العديد من السيارات وواجهات العديد من المتاجر. وذكر أن رصاصا حيا أطلق أيضا وأن الشرطة غائبة تماما عن الأحداث، مشيرا إلى أن القياديين في حزب الحرية والعدالة ومجلس الشورى جمال حشمت ورجب البنا كانا بين من حضروا المؤتمر. كما شهدت محافظة الإسماعيلية في منطقة قناة السويس مظاهرات مماثلة وكذلك محافظتا البحيرة ودمياط في الدلتا. يُشار إلى أن التوتر يتزايد في مصر مع اقتراب ذكرى مرور عام على تولي الرئيس محمد مرسي السلطة يوم 30 يونيو الجاري، وهو اليوم الذي تحشد فيه قوى معارضة لخروج مظاهرات فيه للضغط من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وكان مرسي قد أصدر هذا الأسبوع قرارا عين بمقتضاه 17 محافظا جديدا بينهم سبعة ينتمون لجماعة الإخوان مما أثار غضب ناشطين وسياسيين معارضين، قالوا إن مرسي يعمل على «أخونة» الدولة، دون أن ينجح في وقف ما تمر به البلاد من اضطراب سياسي وتدهور اقتصادي وانفلات أمني منذ الإطاحة بسلفه المخلوع حسني مبارك عام 2011.