يروي عبد الواحد معاش الرئيس الأسبق للرجاء البيضاوي في حواره مع «المساء» جزءا من التاريخ المنسي للرجاء البيضاوي، وينبش في الذاكرة الكروية ويتوقف طويلا عند كثير من المواقف وكثير من المحطات، ويعيد ترتيب وقائع دخلت دهاليز النسيان، معاش رجل السياسة والرياضة والقانون يعيش في الظل بعيدا عن صخب الملاعب، لكنه لم يقطع أبدا علاقته بالعديد من لاعبي الأمس. في عهده نال الرجاء ثلاثة ألقاب فقط، لأن الفريق ارتبط بالأداء الفرجوي، قبل أن تتغير الأهداف والوسائل. - تقلدت لفترة معينة مهام داخل لجنة لإصلاح كرة القدم الوطنية ما هي الإضافة التي قدمتها؟ < فعلا تم اختياري رفقة مجموعة من المسيرين للمساهمة في حركة إصلاحية داخل جامعة كرة القدم، وأسندت إلي مسؤولية رئاسة لجنة القوانين، حينها عملت على ضم مجموعة من الأطر للجنة، من بينهم بوعلام والعسكي وغيرهما من المسؤولين، وأذكر أن الكولونيل بلمجدوب جاءني يوما ليسألني عن سبب اختياري لعناصر من الرجاء فقلت له، إنني أتحمل مسؤولية اختياري واقترح علي بعض الأسماء من الرباط كانت قد اشتكت إليه، لكنني اكتفيت بمسير فتحي كان رحمه الله نشيطا في اللجنة، والحمد لله لقد تمكنا داخل اللجنة القانونية من دعم جهود لجنة إصلاح كرة القدم التي كانت تضم مسيرين كبار من قيمة عبد الرزاق مكوار شافاه الله وأسماء أخرى. - كان فريق الرجاء مرتبطا بالعمل السياسي أليس كذلك؟ < كان أولا مرتبطا بالمقاومة، فرئيسه السابق محمد حجاج كان من مكونات جيش التحرير، ولقد جاء ذكره في كتاب ذاكرة ملك، حين قال الراحل الحسن الثاني إنه تعرض لمحاولة اغتيال من طرف رئيس فريق كبير في الدارالبيضاء، وهو يقصد حجاج المعارض الكبير للنظام والدماغ المفكر للتنظيمات التي كانت تقاوم المستعمر حسب ما روى لي المحجوب بن الصديق. - وأنت هل كنت معارضا؟ < لا أبدا أنا ملكي. - طيب، وعلاقة الرجاء بالاتحاد المغربي للشغل؟ < فعلا كان الرجاء البيضاوي مرتبطا وجدانيا بالعمل النقابي، خاصة الاتحاد المغربي للشغل، الذي كان يشكل قوة عمالية خارقة للعادة، وترجع علاقة الرجاء بهذا التنظيم النقابي إلى وجود أسماء مؤثرة ضمن النادي كالتباري وعبد الرزاق وشخصيات أخرى لها دورها في الحركة النقابية. - هل كان فريق الرجاء يتنقل في سفرياته في حافلة الهيئة النقابية؟ < لا كنا نسافر في حافلات يتم كراؤها، ولم نسافر إطلاقا في حافلة النقابة أو أي جهة أخرى، بل إن اللاعبين والمسيرين كانوا أحيانا يرفضون السفر في حافلات تابعة لمؤسسات كيفما كانت طبيعتها. - كيف تمكنت من الاشتغال داخل فريق يسيطر عليه قياديون من الاتحاد الدستوري، ألم تفكر في الانضمام لهذا الحزب؟ < أنا انخرطت في حزب الشورى والاستقلال منذ أن كان عمري 13 سنة، وتشبعي بروح فكر الحسن الوزاني يجعلني رجل مبادئ، اختلفت كثيرا مع المعطي بوعبيد ووصل الخلاف بيننا إلى أعلى السلطات في البلاد، كما اختلفت سياسيا مع عبد اللطيف السملالي الذي لا أنكر أنني استفدت منه الكثير حين كنت نائبا له داخل المكتب المسير للرجاء، وللإشارة فالسملالي هو من أتى بمحمد الدور إلى التسيير وإلى الاتحاد الدستوري، لكن الاختلاف وارد في الرياضة والسياسة أيضا، لكن لي علاقات جيدة مع نجله زكي الذي يزورني بين الفينة والأخرى، وكنت متابعا لخلافه الأخير مع رئيس الفريق عبد الله غلام. - لكن صراعك مع المعطي بوعبيد وصل إلى الصحف رغم انتمائكما لفريق واحد؟ < هو خلاف سياسي كما قلت، أنا في حزب الشورى والاستقلال وهو في حزب خرج من صلب الإدارة، وكان من الطبيعي أن نختلف، بل إنني أذكر غضبه من عمود في جريدة الرأي العام كان يحمل عنوان بالمرصاد ويعود لسنة 1983، حيث وصفت فيه المعطي وصفا استفزه وجعل السلطات تطلب مني تفسيرات حول مقاطع من العمود، لأن المعطي كان حينها وزيرا أول. - هل كانت لك معارك مع الوداد البيضاوي؟ < خلال فترة رئاستي للرجاء البيضاوي كان الصراع بيننا على أرض الميدان، وكنا خارج الملعب أحبابا، الفوز بالنسبة لنا هو حين نتفوق على الوداديين في المداخيل، في زمن كنا نعول على الجمهور كرأسمال ومستشهر ومدعم، الحمد لله المنافسة كانت شريفة، بدليل أنني سلمت أفضل لاعب جادت به الرجاء للوداد دون تحفظ، الآن إذا تسلم لاعب من الرجاء أو الوداد أوراقه فإنه يلتزم بعدم الالتحاق بالغريم.