دعا الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة، إلى فتح تحقيق نزيه وشفاف حول ملابسات وظروف وفاة شاب وجد مشنوقا، الأسبوع الماضي، بالقرب من منزله بمنطقة أولاد أوجيه، كان قد وجه شكايات عديدة، قبل أن يعثر عليه ميتا، إلى الجهات المسؤولة قصد إنصافه من قائد اتهمه بالاعتداء عليه. وكشفت الجمعية، في بلاغ أصدرته أول أمس الثلاثاء، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن الحيثيات والظروف المحيطة بوفاة الشاب "نور الدين بنديابي" تبقى غامضة، مضيفة أن أسرة الضحية كانت قد عاشت، في وقت سابق، فترات عصيبة جراء الضغوطات الرهيبة والاستفزازات التي تعرضت إليها قصد التنازل عن حقها في متابعة قائد الملحقة الإدارية الرابعة قضائيا. وأعرب الحقوقيون، وفق البلاغ نفسه، عن قلقهم الشديد إزاء اللامبالاة وعدم الجدية في التعاطي مع هذا الملف من طرف الجهات المسؤولة عنه، وهو ما خلق لدى أسرة "بنديابي" إحساسا بالغبن والظلم والمهانة، على حد قولهم، معتبرين أن مثل هذا السلوك هو تكريس لمبدأ الإفلات من العقاب، وتشجيع للمسؤولين على ارتكاب المزيد من الخروقات والتجاوزات. وقالت الهيئة الحقوقية، التي نظمت الأسبوع الماضي وقفة تضامنية مع عائلة الضحية، إن التحقيق النزيه والمسؤول هو الكفيل بالكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء حادث الوفاة، مطالبة، في نفس الوقت، بتقديم كل من ثبت تورطه بشكل مباشر أو غير مباشر في الوفاة أمام العدالة. للإشارة، فإن وقائع هذه القضية انطلقت -وفق شكاية للضحية كان قد وجهها قبل وفاته إلى الوكيل العام للملك وتوصلت «المساء» بنسخة منها- في السادس والعشرين من يناير الماضي، حينما حضر القائد المشتكى به إلى منزل عائلة «بنديابي»، طالبا منها إزالة بعض الأخشاب وغطاء بلاستيكي كان قد وضعها الضحية لإحداث مرأب صغير خاص بسيارته، الأمر الذي أذعن له في الحال قبل أن يغادر المكان راكبا. وكشفت الشكاية، أن القائد وجه سيلا من "الشتائم" و"التهديدات" إلى الضحية، و"طارده" بسيارته معترضا سبيله على بعد 600 متر من المنزل، حيث قام بإنزاله من السيارة، وسحب منه بالقوة أوراقها وعنفه، ما دفع الضحية إلى العودة مسرعا إلى منزله لإشعار ذويه بالحادث، لكن القائد -تضيف الشكاية- لحق به عند منتصف الطريق وحاول دهسه هو ومن اجتمعوا حوله، ما تتسبب له في أضرار عديدة وجروح بليغة، تسلم على إثرها شهادة طبية فاقت الثلاثين يوما، مما دفع المشتكى به إلى الاتصال بعناصر من الدائرة الأمنية السابعة «غير المختصة ترابيا»، الذين قاموا باعتقال شقيق الضحية لإرغامه على توقيع تنازل لفائدة القائد. ورغم الشكايات العديدة التي وجهها الضحية نور الدين بنديابي إلى الجهات المسؤولة، فإن الأمور بقيت على حالها، إلى أن تم اكتشاف جثته، فاتح مارس الجاري، معلقة إلى جدع شجرة، حيث مازالت عائلته تنتظر نتائج التقرير الطبي للاطلاع على الأسباب الحقيقية للوفاة.