حجت عشرات الأسر الغرباوية إلى موسم شيخ الطريقة العيساوية، المعروف لدى أتباعه بالهادي بنعيسى. ورغم الارتباط التاريخي لسكان هذه المنطقة ب«الشيخ الكامل» إلا أن مناسبة هذا العام تأتي في ظروف خاصة بالنسبة إلى سكان الغرب الذي ظل على مدى أجيال أحد أقوى معاقل الزاوية العيساوية. فبعد كارثة الفيضانات التي ضربت منطقة الغرب، وما أسفرت عنه من أضرار اقتصادية واجتماعية فادحة، وفي ظل ضآلة المساعدات التي قدمتها الدولة إلى المنكوبين، جاء موسم «الشيخ الكامل» قطب الطريقة العيساوية، لكي يشكل متنفسا لضحايا الفاجعة التي أتت على المحصول الزراعي والبنية التحتية للمنطقة. ويقول محمد، أحد حفدة الشيخ الكامل ل«االمساء»: «لقد حج إلى الموسم أناس كثر من منطقة الغرب»، وأردف أن «مجيئهم للتبرك من شأنه أن ينفس عنهم بعد كل ما عانوه في الفترة الأخيرة نتيجة الفيضانات التي هدمت منازلهم وأتت على مواشيهم ودمرت على حقولهم». وغصت ساحة مكناس بحشود الزوار، وأغلبهم من منطقة الغرب، فيما يشبه نزوحا جماعيا من في مكان آخر. وتحولت المنطقة القريبة من المحطة الطرقية إلى ما يشبه مخيما لإيواء نازحين، حيث نصبت الخيام لاستقبال الآتين للتبرك بشيخ الطريقة والراغبين في نسيان مؤقت لفاجعة فيضانات لم تجف بركها بعد. وظل سكان الغرب مواظبين طيلة أجيال على «العادة»، وهي استقبال «الشريف» وإكرام وفادته قبل الاستعداد الجماعي للسفر إلى مكناس لإحياء ذكرى شيخ عيساوة. ويضيف المتحدث نفسه أن «أغلب أتباع الزاوية يوجدون في منطقة الغرب»، معتبرا نفوذ الطريقة العيساوية بهذه المنطقة وإلى حدود الرباط وباب العرائش معروف لدى الخاص والعام.