خيمت أجواء الحزن على موسم الولي الصالح الهادي بنعيسى الذي يتزامن مع الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي ، حيث غابت المظاهر الاحتفالية التي كانت تطبع هذا الموسم خلال السنوات الماضية، وقد أرجع العديد من الملاحظين أن سبب ذلك مرتبط بالفاجعة التي عرفتها الحاضرة الإسماعيلية الأسبوع الماضي على إثر انهيار صومعة مسجد البرد عاين والتي خلفت حسب المعطيات الرسمية 41 قتيلا و75 جريحا، وكذا بسبب الفيضانات التي عرفتها جهة الغرب والتي تسببت في تراجع عدد مريدي الطريقة العيساوية الوافدين على مدينة مكناس ، حيث اضطر معظم هؤلاء إلى الاهتمام بمعالجة الانعكاسات السلبية التي خلفتها الأمطار على ممتلكاتهم .. وقد استقبلت العاصمة الاسماعيلية طيلة يومي السبت والأحد عشرات الوفود من الزائرين ومريدي الزاوية العيساوية وزوايا دينية أخرى ، من مختلف مناطق المغرب بالإضافة إلى بعض الوفود من شمال إفريقيا . وينظم هذا الموسم جريا على العادة التي ترسخت عبر السنين، ليبقى عيد المولد النبوي الشريف هو أعظم مناسبة للاحتفال بذكرى الشيخ المؤسس للطريقة العيساوية .. وأحيى الجميع بداية من ليلة يوم الجمعة ذكرى عيد المولد النبوي في جو ديني روحاني تخللته قراءات قرآنية وأذكار وأمداح نبوية وقراءة (وظيفة سبحان الدايم) و(دلائل الخيرات). وتدفقت على ضريح الولي الصالح الشيخ الكامل ابتداء من التاسعة صباحا من يوم السبت عدة طوائف في مقدمتها طائفة سحيم المختار من منطقة الغرب التي تنطلق من باب ( ثلاثة فحول ) في حين تنطلق الأخرى من منازل أحفاد الولي الصالح ، وقد لاحظ الزوار غياب استعمال الآلات الموسيقية المتمثلة في الطبل والغيطة والدف التي اعتادت الطوائف على استعمالها في الماضي. وتواصل توافد الطوائف على الضريح طيلة يوم الأحد، حيث يمتزج الذكر بالجذبة، فتنفتح الطائفة على أصناف المريدين بين راقص مأخوذ وجاذب مشدود، هامت روحه في أجواء الحضرة، فيتجاوز حدود واقعه ويحلق في أعالي ملكوته تحت ذروة الانتشاء.