أصدر المغني الشاب أمين الشاوي، أخيرا، ثاني ألبوم له، من التراث العيساوي، الذي يضم مجموعة من المختارات الغنائية في مدح الرسول الكريم.وأكد الشاوي أنه حاول في ألبومه الثاني، الذي أنتجته شركة تسجيلات القاهرة، لصاحبها رشيد حياك، تجديد التراث العيساوي القديم بطريقة جديدة، تحمل توزيعا جديدا وأداء مختلفا، وقال "أحاول رفقة فرقتي أن نركز على معاني كلمات الأغاني التي نؤديها، لكي يفهمها الجمهور، عكس ما كان متداولا في السابق، إذ لم يكن المتلقي يستوعب الكلمات، التي يرددها مطربو الأغنية العيساوية". وأوضح أمين أنه والفرقة لا علاقة لهم بمنطقة مكناس، التي تشتهر بهذا اللون الغنائي، بل إنهم ينتمون إلى مدينة الدارالبيضاء، إلا أن عشقهم للموسيقى العيساوية دفعهم للنبش في تاريخها، والبحث عن الجديد فيها كلمات ولحنا، بل وتطوير موسيقاها، لتصل إلى كافة الفئات. وعن سبب اختياره اللون العيساوي، بعيدا عن الأغنية المغربية العصرية، قال أمين في حديثه مع "المغربية"، إنه منذ الصغر، كان يميل إلى الموسيقى الروحية، ما دفعه إلى العمل مع مجموعات عيساوية مختلفة، ليختار في النهاية تأسيس فرقة خاصة به. وعشقه للتراث العيساوي، دفع أمين إلى التوجه إلى مدينة مكناس، من أجل البحث في هذا التراث الكبير، الذي يشكل جزءا مهما من حضارة المغرب وتاريخه، رغم أن بداياته الأولى كانت مع فرق الدقة المراكشية. وطور أمين الشاوي أداء الأغنية العيساوية، ليصل بها إلى مهرجانات عالمية وحفلات داخل وخارج المغرب، إذ شارك في تظاهرات فنية أمثال مواسم "الهادي بنعيسة"، كما شارك في مهرجان "التراث العالمي"، الذي يقام في كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى مشاركاته إلى جانب الفرقة، في حفلات للأعمال الخيرية. وعن ظروف تأسيسه لفرقة متخصصة في اللون العيساوي، قال أمين، إنهم جميعا رفقاء دراسة، جمعهم حب التراث العيساوي، فكانوا يلتقون باستمرار من أجل أداء الأغاني العيساوية، باعتبارها الهواية المفضلة لديهم، إلى أن تبلورت لديهم فكرة إنشاء فرقة فنية محترفة. ورغم سعادة أمين بما حققه ألبومه من إقبال جماهيري، من خلال طلبات المستمعين لأغانيه في المحطات الإذاعية التي تبثها، إلا أنه عبر عن انزعاجه من التهميش، الذي يطال الأغنية العيساوية بصفة عامة، في التلفزيون، وقال "للأسف أننا لا نشاهد التراث العيساوي من خلال فرقه المتخصصة، عبر القنوات المغربية، إلا نادرا، ونتمنى أن يحصل هؤلاء على حقهم في البروز، وأن يسلط الضوء على هذا اللون الغنائي، الذي يلقى الإقبال الكبير من طرف الجمهور". وأشار أمين إلى أنه شارك في تسجيل إحدى حلقات برنامج "أنغام" على القناة الثانية "دوزيم"، إلا أنها لم تبث لأسباب ظلت مجهولة بالنسبة إليه. من جهة أخرى، اعترف أمين، أنه لم يكن من السهل، أن يجد شركة إنتاج ترعى موهبته الفنية، وتنتج له ألبوما خاصا، لظروف تتعلق مجملها بسوق الأشرطة، الذي يواجه عوامل القرصنة، وحيثيات العرض والطلب، التي تصب اهتمامها فقط على الأغنية الشعبية.