- احتفلت مؤخرا قناة «أصوات» بوصول برنامج «يوميات أولاد البلاد» الذي تعدينه وتقدمينه، إلى خمس مائة حلقة، ماهي الإشارة التي بعثتها هذا الاحتفال؟ < 500 حلقة من برنامج «يوميات أولاد البلاد»نجاح صغير في مساري الإذاعي، 500 حلقة كان تحديا لطرح وجهات النظر المختلفة والإنصات للصوت والصوت الآخر ولمنح المستمع الكلمة بجميع شرائحه ومشاربه، هذا فوز مهم وصغير في مساري الذي أملت فيه الاقتراب من المستمع المغربي، 500 حلقة تعني أن هناك مائة أسبوع من العمل والحوارات المجتمعية المختلفة، و من مقاربة العديد من المواضيع والقضايا التي تندرج ضمن الطابوهات، 500 حلقة تعني كذلك مئات الآلاف من المستمعين الذي يتابعوننا داخل المغرب وخارجه، كما تعني مئات الضيوف الذين استقبلهم البرنامج وتقاسموا معه لحظاته، منهم وزراء، مسؤولون، مهتمون، إعلاميون، في مختلف المجالات الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، الثقافية، الدينية..، البرنامج اليوم منظر إعلامي متجدد ومتشبع بقيم المغرب العام ومنفتح على القيم الكونية، يتأسس- كما أسلفت- على طرح الرأي واحترام الرأي الآخر، الاحتفال يمنحني الشعور بالفخر والاعتزاز والامتنان للمستمعين على وفائهم اليومي للبرنامج. - من المؤكد أن هذا النجاح ينتسب إلى جهة معينة، هل إلى طموح إثبات الذات أم إلى محطة «أصوات» المحتضنة للبرنامج؟ < هو نجاح يمكن أن ننسبه إلى الفرصة التي أتيحت لي في محطة «أصوات» كإذاعة تأخذ من مبدأ القرب من المجتمع المغربي أساسا لاشتغالها، وهو ما جعلني أخلق هذا الفضاء أو هذا الجسر الإذاعي مع المستمعين بطريقتي وأسلوبي الخاصين، إذ إنني أضفيت على البرنامج لسمة خاصة ومنحته مني الكثير، ففي هذا البرنامج أشتغل بكامل الحرية والمسؤولية في نفس الوقت، كصحفية تصر على إنجاح المنتوج الإعلامي الطموح الذي استطاع أن يخلق علاقة خاصة مع المستمعين، علاقة ستتقوى بعد منح «الهاكا» لتراخص استثمار خدمات إذاعية التي ستمكن من توسيع مساحة البث (تردد 14) للمنطقة التي ستغطيها إذاعة أصوات، بمعنى أننا سنصل إلى المنطقة الشرقية والأقاليم الجنوبية(العيون)، وهذا يعني أن هناك إمكانية لانتشار البرنامج أكثر، من جهة أخرى هناك أشياء ساهمت في إنجاح البرنامج، من بينها الظرف العام الذي نعيشه في المغرب، فوصول إذاعة «أصوات» إلى سنتها الثانية أكد أننا صرنا أمام أناس مستمعين ذوي نضج وجرأة، تفاعلوا مع المضامين الحادة بشكل مواطن ومسؤول، وأكدوا أنهم لا يرضون بأي شيء، وأشروا على أن المغرب يعرف العديد من التحولات بفضل نسائه ورجاله. - وهل يمكن اعتبار أن هذه الحرية كانت ثمارا لتحرير المجال وظهور محطات خاصة؟ < الأمر متعلق بالدرجة الأولى بالمناخ العام الذي نعيشه، في السابق لم يكن الظرف ليسمح بهذه الحرية، وهذا متعلق بالمجال الإعلامي( المكتوب، المسموع) ككل، أما الآن فقد تغير الأمر، وأصبحت لدى الصحفيين الفرصة للتعامل مع المادة بكل حرية واستقلالية ومسؤولية في الوقت ذاته، مما يسمح باستثمار هذه الحرية بشكل صحيح يقارب المواضيع ذات الحساسيات الكبيرة، وهذا ما زكاه المستمعون الذين أكدوا أنهم أكفاء ومسؤولون وعلى مستوى كبير من الفهم والتحليل والتناول من زوايا مختلفة. - تكلمت عن كون التراخيص الجديدة ستمنح إذاعة» أصوات» الفرصة لتوسيع خدماتها، ألا يمكن أن يقرأ قرار «الهاكا» كمعطى جديد يفترض المنافسة، على اعتبار أنه يمنح تراخيص لمحطات إذاعية جديدة ستحاول أن تبصم على حضورها ذلك؟ < أعتقد أن المنافسة بين مختلف الفاعلين في المجال الإعلامي لن تكون إلا إيجابية وصحية للقطاع، إذ إن التعدد يتيح للمتلقي إمكانية الاختيار بين البرامج والمحطات، ففي حالة عدم اقتناع المستمع ببرنامج، يجد مقابل ذلك اختيارات أخرى، كما أن الاختلاف يؤكد، في رأيي، الاختيار. - كيف تقيمين تجربة تحرير القطاع السمعي البصري المغربي؟ < لا يمكن القول إننا وصلنا إلى تحقيق كامل طموحاتنا، لكني أعتقد أننا في مرحلة أولية، تكرست في بناء جسور الثقة بيننا وبين الجمهور، ثقة هي بمثاية رأسمال صغير، على أمل أن نصل إلى قطع أشواط أخرى من العمل الصحيح والجرأة والمسؤولية، تجربة المجال الإذاعي تبقى رائدة على مستوى مقاربة المواضيع، بالمقارنة مع العمل التلفزيوني الذي لا يتجاوز- مثلا في الأخبار- الحد الأدنى للخبر، لهذا كنا ننتظر أن تمنح الهاكا تراخيص لتحرير المجال السمعي البصري، ربما الظرف غير ملائم لذلك. - ما تعليقك على قول البعض إن هذا التألق الإذاعي كان على حساب الظهور التلفزيوني؟ < كانت مغادرتي لقناة الثانية مسألة اختيارية، فقد قررت أن أتوقف فترة للتأمل، قبل أن يحصل اللقاء مع مسؤولي قناة»أصوات» حول مشروع إذاعي فانطلق المسار، وهذا لا يمكن اعتباره قطيعة مع التلفزيون، كل ما في الأمر أنه حينما يقرر إنسان أن يخوض تجربة جديدة، فعليه أن يمنحها كل وقته وتفكيره، وهذا ما حصل. وقد أظهر في برامج تلفزية مستقبلا، مع التذكير بأنه في المهرجانات الوطنية والدولية التي أقوم بتنشيطها، يكون اللقاء مع الجمهور المغربي. - وما سر انقطاع مشاركاتك السينمائية؟ < عدم ظهوري في الأعمال السينمائية مرتبط بأمرين، الأول أنني لم استقبل اقتراحات جيدة، والثاني أنني حينما استقبلت بعض المواضيع، وجدت أنها لا يمكن أن تشكل قيما مضافة إلى مساري.