نفى (ب. ط)، أستاذ مادة المحاسبة بثانوية أبو القاسم الزياني، أن تكون الشرطة القضائية قد حققت معه على خلفية اعتقال 10 تلاميذ من هذه الثانوية اتهموا بالقيام ب«تفجيرات» قبالة وداخل هذه المؤسسة في شهر يناير الماضي. وقال هذا الأستاذ إن اعتقال هؤلاء التلاميذ لم يكن فقط بتهمة تنفيذ «تفجيرات» في جناح التقنيات بهذه المؤسسة، لأن الشرطة حققت معهم في تفجيرات أخرى قاموا بها كذلك في جناح الاجتماعيات أمام المؤسسة. كما نفى أن تكون «التفجيرات» قد تم القيام بها بسبب تعامله السيء مع بعض هؤلاء التلاميذ، مشيرا إلى أن جلهم حصلوا في الفروض التي أجراها لهم على معدلات. وقال إنه سبق له أن أجل الفرض الثاني من يوم 20 يناير إلى ال23 منه، وذلك بطلب منهم. وتزامن إجراء هذا الفرض مع «التفجيرات» التي لم يكن على علم بها إلا في وقت متأخر. وذكر بأن هذه التفجيرات نتجت عنها أدخنة سوداء، ولم تحدث أي تأثير، على ما يبدو، في البناية أو في صفوف التلاميذ والأساتذة، مضيفا أنه ليس لديه مشكل إلا مع أحد المعتقلين من هؤلاء التلاميذ، بسبب ما سماه ب«سلوكه غير الملائم». «وقد كتبت به تقريرا وجهته إلى الإدارة»، يورد هذا الأستاذ الذي التحق بسلك التعليم في سنة 2004. وجاءت هذه التوضيحات ردا على ما سماه ب«المغالطات» التي تستهدفه لأسباب يقول عنها إنها غامضة. وكانت بعض المصادر قد أوردت أن «تفجير» عبوة في الجناح التقني للمؤسسة، اعتبر كرد فعل من قبل التلاميذ على هذا الأستاذ الذي اتهم بإثقال كاهلهم بالفروض، في وقت يوردون فيه أن إدارة المؤسسة قد تجاهلت شكايات وجهوها إليها ضد هذا المدرس. ويرتقب أن تنظر محكمة الاستئناف في ملف التلاميذ التسعة في 17 مارس الجاري، في حين ستنظر المحكمة العسكرية بالرباط في ملف التلميذ العاشر. ووضع هؤلاء التلاميذ في جناح الأحداث بسجن سيدي سعيد بمكناس. ويظهر أن قضية هؤلاء التلاميذ قد بدأت تأخذ بعدا وطنيا بعدما ظلت حبيسة مؤسسات التعليم بخنيفرة ومخفر الشرطة القضائية بها وردهات محكمة الاستئناف بمكناس. وفاقت التوقيعات في عريضة معدة للتضامن معهم، إلى حدود مساء أول أمس السبت، 100 توقيع، ظهر ضمنها حقوقيون محليون وآخرون على الصعيد الوطني. وقالت هذه العريضة التي تطالب بإطلاق سراحهم إن هؤلاء التلاميذ ليسوا إرهابيين ولا يشكلون أي تهديد للأمن العام، كما أنهم لا يشكلون أي خطر لأمن الدولة. وأوضحت أن هؤلاء القاصرين معروفون بتألقهم وذكائهم، عكس ما ورد في محاضر الشرطة القضائية التي وصفتهم بكونهم «عصابة من المنحرفين». وأشارت المصادر إلى أن «العبوة» التي يتهمون ب«تفجيرها» ليست سوى «مفرقعات» عادية تتكون من 5 سنتلترات من الأسيد وورق من الألمنيوم وضعت في قنينة من البلاستيك و«تفجرت» بشكل محتشم دون أن تلحق أي مكروه بأي أحد. وفي السياق ذاته، أوردت المصادر أن هذه اللعب بالمفرقعات قبالة المؤسسات التعليمية لا تقتصر على ثانوية أبو القاسم الزياني بخنيفرة، بل إنها غدت «ثقافة» تسود في عدد من مناطق المغرب، «احتجاجا» من قبل بعض تلاميذ هذه المؤسسات على طرق التدريس بها و«تشدد» بعض المدرسين والإدارات التعليمية معهم.