بمبادرة من جمعية ثقافية إسبانية تم إصدار كتاب حول التنوع الموسيقي المعاصر بالمغرب، إضافة إلى ألبوم مشترك لفرق الراب المغربية يسعى إلى التعريف بها بإسبانيا وأوربا مع تنظيم جولات فنية لفائدة هذه الفرق على غرار مجموعة من الفنانين من مختلف بلدان العالم الذين سبق أن عرفت بهم هذه الجمعية التي لا تسعى إلى الربح المادي. في إطار تعريفها بالفرق الفنية والفنانين الشباب عبر العالم، جرت يوم أول أمس الأربعاء بمعهد سيرفانتيس ندوة صحفية قدمت من خلالها الجمعية الإسبانية «fabricantes de ideas»، مشروعا يتعلق بإنجاز كتاب إضافة إلى قرص مدمج أنتجته لفائدة الفرق الشبابية المغربية التي تشتغل على موسيقى الراب والهيب هوب بمعدل أغنية واحدة لكل فرقة «كواشمن هيب» و«دركة» و»هوباهوبا» و«خنساء باطما»، و«وفاس ستي كلان» و«البيغ» وغيرها من الفرق. وقد صرح روبين كارا باكا باسم الجمعية ل«المساء» بأن هذه المبادرة تندرج في إطار التعريف بالفنانين الشباب على الصعيد العالمي، إذ سبق أن قدمت الجمعية أكثر من ثلاثين فنانا من مختلف المعمور، من أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا، والآن جاء دور المغرب يقول روبين. ويضيف: لقد ركزنا على الموسيقى المعاصرة وخاصة تلك التي تتمثل في الفرق الشبابية لكون الموسيقى المغربية التقليدية معروفة، مردفا أن هذه الخطوة ستليها خطوة أخرى ستنحو نحو الإنتاج المشترك بين هذه الفرق وفرق إسبانية، كما ستنظم جولات لفائدة فرق الراب المغربية في العديد من المناطق الإسبانية بداية من 8 شتنبر القادم. وأفاد روبين في تصريحه بأن هذه المجموعات سبق لنا اكتشافها خلال مهرجان «تيميثار» بأكادير، وتم استدعاؤها إلى إسبانيا وتركت إعجابا واندهاشا لدى الجمهور الإسباني، الذي لم تكن لديه سابق معرفة بهذه الفرق وما تتميز به من ثراء إبداعي. الندوة الصحفية بدورها سلطت الضوء على هذا المشروع، حيث كان من المقرر أن يقدم فيها كتاب أنجزته الجمعية حول التنوع الموسيقي المغربي، إلا أن بعض المشاكل المتعلقة بالنقل حالت دون وصوله في الموعد المحدد. وفي السياق ذاته عرفت مديرية معهد سيرفانتيس بالجمعية التي قالت عنها إنها تهدف إلى الربح المادي بقدر ما تعمل على التعريف بفنانين وشباب ليست لهم القدرة على التعريف بأنفسهم ولا تتوفر لديهم إمكانيات الإنتاج والتوزيع... وأن الجمعية قدمت لحد الآن ما يقارب 03 فنانا. نبيل الصخرة عن مجموعة «دركة» في تصريحه ل«المساء» اعتبر المبادرة جيدة، وأنها جاءت في ظرف دقيق، حيث برزت عندنا في المغرب مجموعة من المتطفلين الذين عرفوا كيف يستغلون موجة الراب دون أن تكون لهم علاقة بتدبير المجال الثقافي والفني، وهي صفة مهنية تحتاج إلى تكوين عال، فأصبحوا يتربصون بالفرق في محاولة منهم استغلالها تجاريا، وذلك ناتج عن غياب بنية تحتية وصناعة فنية وهو ما لا يتطابق مع القول بأن هناك حركة فنية لم تكن جميع عناصرها متوفرة. وأشار نبيل في معرض حديثه إلى أن مجموعة «دركة» هي أولى الفرق التي اشتغلت مع الجمعية وأعجبوا بها، حيث قدموا عرضا بإسبانيا في «prenios sur» فكانت صلة الوصل ما بين الجمعية الاسبانية وباقي الفرق المغربية «كاشكاين» و«البيغ»... وغيرها من الفرق المغربية التي صار بإمكانها الآن أن تعبر نحو الضفة الأخرى، ومن هناك إلى باقي البلدان الأوربية، ونحو أمريكا اللاتينية وإفريقيا. وعن الأغنية التي شاركت بها فرقة «دركة» في هذا الالمبوم الغنائي، قال نبيل إنها تحمل عنوان: «RESIS DANCE» أي المقاومة بالرقص وتدمج بين أسلوبين موسيقيين: الركادة و«ART CORP». وعن فرقة «س ستي كلان» عبر ياسين وسيمو في تصريح ل«المساء» عن ارتياحهما لهذه المبادرة التي لا تُقدم عليها جمعيات مغربية، إلا حين يتعلق الأمر بأهداف مادية لا يبقى منها للفرقة إلا القليل. وقال سيمو مازحا: الآن صار بإمكاننا أن نقدم عروضا بالمغرب أثناء الصيف، وعروضا بأوروبا في فصل الشتاء. الأغنية التي شاركت بها الفرقة في هذا الألبوم تحمل اسم: «ديال الله»، يوضح ياسين أن موسيقاها نابعة من القلب ومتجهة نحوه وتسعى إلى ترسيخ قناعة تفيد بإمكانية الانطلاقة من الصفر. من جهته، بودلي فيصل، عن فرقة :«واشمن هيت»، في حديثه لنا إلى أن الأغنية التي ستقدمها الفرقة في هذا الألبوم المشترك تتناول معاناة الطلبة في علاقتهم بالبرامج التعليمية وتنتقد عشوائية المناهج، وهي بالمناسبة قطعة من ضمن مجموعة من القطع التي ستخرج إلى السوق في ألبوم غنائي جديد للفرقة مطلع الشهر القادم. وعن هذه المبادرة يقول بودلي إنها تشكل نافذة لهذه الفرق الشبابية نحو العالم،حيث ستعطيها زخما وستخرجها من الانحصار الذي بدأت تتواجد فيه، إذ تظل تعيش لحالها ما إن ينتهي مهرجان البولفار، الذي سبق أن فازت فيه الفرقة بالجائزة الأولى «سلك الفيزيون».