كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن إدارة مستشفى السويسي للأطفال تجبر المرضى الذين سيجرون عمليات جراحية على أداء ثمن أكياس الدم بثمن يقدر ب 700 درهم للكيس الواحد. وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن نفسها في تصريح ل”المساء” أن هذه الوضعية لا مثيل لها في مستشفيات البلاد، حيث تقدم هذه الخدمة مجانية لإنقاذ أرواح المواطنين. وأكدت مصادر “المساء” أنه رغم توصيات الأطباء المتخصصين بأن المريض لا يحتاج إلى نقل للدم، إلا أن الإدارة تفرض العكس. الدكتور محمد الخرساني، مدير المستشفى، اعترف من جانبه ل «المساء» بوجود تعريفة لأكياس الدم تُفرض على المرضى، موضحا أن القرار اتخذته مديرية المركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط منذ سنوات لتحسين الخدمات بالمستشفى. وقال الخرساني إن وزارة الصحة وضعت لائحة بأنواع الدم وأثمانها التي تتراوح ما بين 380 و700 درهم للكيس الواحد، وأن مركز تحاقن الدم يضطر إلى إجراء تحاليل على ما يتطوع به المواطنون، ثم يوزع ذلك على المستشفيات مقابل مبالغ وصلت بالنسبة لمستشفى الأطفال بالعاصمة لوحده إلى 7 ملايين درهم سنويا. وأوضح أن الحالات العادية المبرمجة هي التي تلزم بأداء ثمن أكياس الدم، في وقت تعفى من ذلك الحالات المستعجلة والمزمنة. وأيده في ذلك عبد الجليل وانعيم، المدير المساعد للمركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط في اتصال مع “المساء”، حيث قال إن مساهمة المواطنين في دفع مبالغ أكياس الدم “مسألة عادية ومساعدة على توفير المبالغ اللازمة لشراء الأدوات الخاصة بتحليل الدم وتخزينه ومعالجته”، مثلما هو الحال بالنسبة للمبالغ التي يؤديها المواطنون مقابل خدمات الأشعة والتحاليل الطبية مثلا. ويعاني المركز الاستشفائي ابن سينا بالعاصمة من غياب التجهيزات اللازمة لمعالجة المرضى، وسط شكوى عدد من المستخدمين من تدني الرواتب وعدم توفر الظروف الملائمة للعمل.