يعرف المستشفى الإقليمي بتيزنيت خصاصا، وصفته مصادر مطلعة ب«الحاد»، بشكل يهدد حياة المرضى ذوي الحالات المستعجلة، ويفرض على القائمين على المستشفى بذل مزيد من الجهود في سبيل دعم الخزان الرئيسي لفصائل الدم الموجود بمركز تحاقن الدم على صعيد الإقليم. وحسب المعطيات التي تتوفر عليها «المساء»، فإن إدارة المستشفى استنجدت مؤخرا بإحدى الجمعيات الثقافية لسد الخصاص الحاصل في الدم، خاصة وأن المركز الجهوي للتحاقن لا يمنح الدم للمراكز الإقليمية إلا بالقدر الذي ترسل إليه هذه الأخيرة أكياس الدم المعقمة بهدف تحليلها وتخزينها قبل توزيعها على معظم المستشفيات بجهتي سوس ماسة درعة وكلميم السمارة، كما يعاني مركز تحاقن الدم بتيزنيت من ضعف إقبال المواطنين العاديين والفاعلين المحليين على المركز للتبرع، بسبب ضعف آلية التواصل والتوعية في صفوف الفئات المعنية بالمجتمع. وارتباطا بالموضوع، طالب عدد من الفاعلين المحليين بضرورة إحداث جمعية للمتبرعين الذين يقدرون بالآلاف داخل الإقليم، خاصة بعد تجميد عمل إحدى الجمعيات المتخصصة في المجال بفعل إكراهات تنظيمية، وذلك بهدف تنظيم العملية وضمان وجود المتبرعين على مدار السنة، على اعتبار أن الدم المتبرع به لا يصلح إلا لمدة زمنية لا تتجاوز 45 يوما، كما أن الخصاص الحاد في فصائل الدم النادرة يحدث بالمستشفيات كلما وقعت حادثة سير خطيرة أو أصيب أحد المرضى بنزيف يستدعي من الأطباء منحه كمية كبيرة من الدم، وطالب المتحدثون بتحرك السلطات المعنية إقليميا ومحليا لمعالجة الإشكال وتوفير الدم طيلة السنة، كما طالبوا بتمكين الموظفين بمختلف الإدارات الإقليمية من التبرع عبر تنظيم حملات داخل مقرات عملهم وتشجيع الأصحاء منهم على التبرع المتكرر والاستفادة من الامتيازات الخاصة بالمتبرعين. وشددوا على ضرورة التفكير في عقد شراكة بين جمعيات المتبرعين وبين إدارة المستشفى أو مندوبية الصحة، لمعالجة الإشكالات المرتبطة بالأداء وتسهيل عملية وضع لائحة للمتبرعين ذوي الفصائل النادرة للتبرع في الأوقات الحرجة. وفي اتصال بمحمد قسي، الطبيب المسؤول عن مركز تحاقن الدم بتيزنيت، أقر بوجود خصاص في الدم داخل المستشفى، وأكد في معرض حديثه ل«المساء» بأن «المركز مستعد لاستقبال رواد الجمعيات في أي وقت، كما أننا نملك القدرة على الانتقال خارج المستشفى إلى الأماكن التي يتواجد بها المتبرعون لتسهيل العملية ومساعدة أكبر قدر من المرضى على الحياة»، داعيا إلى «تكثيف حملات التوعية والتحسيس لضمان وجود الدم على مدار السنة». يشار إلى أن الدم المتبرع به يتم تجزيئه إلى ثلاثة عناصر أساسية، يساعد على علاج فقر الدم وإيقاف النزيف الدموي، كما يحصل المتبرع على عشر خدمات مجانية خاصة بالتحاليل المخبرية التي تجرى على الدم، علاوة على حصوله على بطاقة تمكنه من الحصول على الدم في حالة احتياجه من طرف أحد أفراد عائلته.