رفض جمال سرحان، قاضي التحقيق باستئنافية الدارالبيضاء، إجراء خبرة طبية على المتهم الرئيسي في شبكة الاتجار الدولي في المخدرات بالناظور امحمد لغاني حول مزاعم بالتعذيب قال إنه تعرض له في «معتقل سري» بعد اعتقاله في الفاتح من يناير المنصرم من منزله. وعلل سرحان امتناعه عن إجراء خبرة طبية بقرار توصل به دفاع لغاني بكونه لا يرى ضرورة بإجراء هذه الخبرة لأن الحالة الصحية للمتهم لا تستدعي ذلك، فيما يعتبر دفاع لغاني أن رفض إجراء افتحاص طبي على موكله من طرف قاضي التحقيق هو إخلال بشروط المحاكمة العادلة، مشيرا، في تصريح ل«المساء»، إلى أنه فوجئ بمضمون هذا القرار, علما بأن مقتضيات الفصل 134 من قانون المسطرة الجنائية تلزم قاضي التحقيق تلقائيا وبدون طلب من المحامي بأن يجري خبرة طبية على متهم في وضع صحي غير طبيعي. وفي هذا السياق، أعرب دفاع لغاني عن استغرابه كيف أن قاضي التحقيق لم يحل موكله على خبرة طبية، علما بأن المتهم عندما عرض لأول مرة على النيابة العامة في ال14 من يناير الماضي كان في وضعية صحية متدهورة وكان يحمل أدوية ووصفة طبية، لكن جلسة الاستماع إلى موكله لم تدم مع الأسف، حسب المتحدث نفسه، إلا دقائق معدودة بسبب الوضع الصحي المتدهور للمتهم. وحسب تصريحات منسوبة إلى محمد لغاني فإن الأخير تعرض إلى التعذيب عندما كان ضيفا لدى المحققين في معتقل سري لمدة فاقت 12 يوما. ولخص لغاني هذا التعذيب بقوله: «لقد تعرضت إلى الصعق بالكهرباء والخنق بواسطة الشيفون والتهديد باغتصاب أفراد من عائلتي». وحسب دفاع لغاني، فإن الوضع الصحي لموكله لا يبشر بخير بعد أن زاره يوم الجمعة المنصرم بسجن عكاشة، مشيرا إلى أن لغاني لم يعد قادرا على تذكر الأحداث التي عاشها منذ حادث اعتقاله في فاتح يناير المنصرم ويعتقد أنه لازال لم يعرض بعد على قاضي التحقيق. ويعيش لغاني في زنزانة انفرادية تحت مراقبة أمنية مشددة، وقال دفاعه إنه حتى جهاز التلفاز الذي كانت عائلته قد أمدته به تمت مصادرته من طرف إدارة السجن. ويقضي لغاني معظم أوقاته في قراءة القرآن، وأحيانا يدخل في هيستيريا من البكاء الطويل دون أن يعرف حراس السجن أسباب ذلك، كما أنه أصبح يفضل الصيام من يوم إلى آخر لأنه لم يعد يتحمل وجبات الأكل التي تقدم إليه من طرف إدارة السجن. وفي الوقت الذي تؤكد فيه التقارير الرسمية أن لغاني من بارونات المخدرات الكبار وصاحب ثروة كبيرة ويملك عقارات وأرصدة بنكية، تقول عائلته إن الرجل مجرد نادل في مقهى وبالكاد تمكن من اقتناء منزل يؤوي فيه أبناءه وزوجته. ويفترض أن يكون دفاع لغاني تقدم أمس بطعن في منطوق القرار القاضي برفض إجراء خبرة طبية على موكله من طرف قاضي التحقيق.