بعدما قدمت عروضا بمسرح محمد الخامس وبالمركب الثقافي ثريا السقاط وبمسرح المحمدية، تواصل فرقة الكاف عرض مسرحيتها الجديدة «سعادة الرئيس» التي أخرجها عبد الإله عاجل، من خلال لقاء جديد مع الجمهور البيضاوي في الثامن عشر من شهر مارس الجاري بمسرح الممثل الراحل حسن الصقلي بالبرنوصي. المسرحية- التي كتبها محمد اليوسفي، وجسد أدوارها كل من عبد الإله عاجل وعبد الرحيم المنياري وجواد العلمي ونجوم الزوهرة ومحمد مهيول وجمال لعبابسي ومحمد لقلع وعبد الرزاق الرابولي- تحاول أن تقدم قراءة متأنية للواقع السياسي العربي، من خلال نماذج تختزل بشكل ساخر السلوكات التي تميز القادة العرب، وتحاول أن تسلط الضوء على تأثير الأزمة العالمية، وتطرح السؤال الخفي:» من يحكم هذا العالم فعلا؟ ؟ من خلال شخصية الرئيس التي يقوم بتجسيدها الممثل عبد الرحيم المنياري التي تتعرض لضغوطات من طرف قوى خفية تحاول أن تخضعه لمطالبها، بتبرير أن لها الفضل في حصوله على المنصب الرئاسي. وفي هذا السياق، تمنى المخرج عبد الإله عاجل أن يتمكن من تقديم 200 عرض لهذه المسرحية، وأضاف قائلا: «أضع نصب عيني منح المتلقي المغربي فرصة متابعة هذا المسرح بالمجان، وذلك بمساندة مؤسسات عمومية وخاصة، من بينها الجماعات الحضرية والمجلس البلدي ومندوبيات وزارة الثقافة، وبشراكة مع مسرح محمد الخامس، هذه المؤسسات وأخرى ستساهم في ترويج المسرحية المدعمة من طرف وزارة الثقافة». وفي رده على سؤال حول إدراج المسرحية تحت لواء مسرح «الكاف» بدل مسرح الحي، قال عاجل في تصريح ل«المساء»:«مسرحية الكاف تندرج ضمن المسرح التجريبي الذي يتأسس على حضور ممثلين شباب وعلى معالجة خاصة للقضايا، دون الوقوع بطبيعة الحال في النخبوية، في حين أن المسرح حي هو مسرح قريب من الشعب ويقوم على الارتجال بالدرجة الأولى، فمسرحية «سعادة الرئيس» التي أدرجت ضمن مسرح الكاف تعالج قضايا عالمية وعربية من خلال طرح يقترب من القضية بشكل قوي دون أن يسقط في الممارسة الخطابية، وهذا ما يبعدها في اعتقادي عن مسرح الحي». ودعا عبد الإله التلفزيون إلى التعامل بشفافية وديمقراطية مع الفعل المسرحي، ل«أننا نطرح قضايا وسائل فنية محضة تقترب من المتلقي ولا نريد أن نمس أي أحد، نحن نقارب مواضيع مجردة عن الأشخاص، وهدفنا القرب من المشاهد بصرف النظر عن سنه أو تكوينه، قد نقارب مواضيع يمكن أن يتأملوا في إمكانية بثها من عدم بثها، نحن لا مشكل لنا في ذلك»، يقول عاجل. وفي تقييمه لمسار فرقة «الكاف»، أضاف عبد الإله عاجل: «فرقة الكاف دشنت سنتها العاشرة، خلال هذه المدة استطاعت الفرقة أن تبصم على حضورها القوي في الساحة الفنية المغربية، كما أمكن لها الفوز بالعديد من الجوائز، إذ سبق أن حصلت على أربع جوائز في المهرجان الوطني للمسرح بمكناس، ومن جانب آخر فالفرقة تناضل للبقاء رائدة في الساحة. وجدير بالإشارة إليه أن المسرحية قام بتلحين موسيقاها عبد الفتاح النكادي وأشرف عليها عصام عاجل وتكلفت بالملابس نجوم الزوهرة ونفذت الملابس سعاد اليوسفي وأشرف على الديكور الشمل لبكيري وسعيد عرابي، وقام بالمحافظة العامة حسن واعراف، فيما تكلف فتاح بالإنارة، مع التذكير بأن السينوغرافيا والإخراج كانا من توقيع الممثل والمخرج عبد الإله عاجل بمساعدة الممثل الشاب جواد العلمي.