واصل الجيش الملكي نزيف النقاط وسقط في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه وجاره جمعية سلا أول أمس الأربعاء بالرباط في مباراة مؤجلة عن الدورة السادسة عشرة لبطولة المجموعة الوطنية الأولى لكرة قدم النخبة. وحصد الجيش تعادله السادس والثاني على التوالي دون أهداف بعد أربع هزائم متتالية ليستقر في المركز الخامس برصيد 27 نقطة وهو يتوفر على مباراة ناقصة أمام شباب المسيرة سيجريها في وقت لاحق متقدما بفارق نقطتين عن الجمعية السلاوية السابع رفقة المغرب التطواني الذي يتوفر على امتياز الأهداف. وكان الفريق العسكري يراهن على عودته بالتأهيل من الرأس الأخضر أمام سبورتينغ برايا رغم الخسارة بهدف دون مقابل وصعوده للدور القادم من عصبة الابطال بفضل فوزه الكبير ذهابا 6-1 حتى يعود في أجواء المنافسة على اللقب غير أن شيئا من ذلك لم يحدث. بالمقابل أثبت فريق جمعية سلا أنه متماسك رغم السقوط البين برباعية أمام الرجاء وحادث اعتداء أحد لاعبيه على أحد المشجعين والتي أخذت أبعادا كبيرة ليحقق تعادلا هاما في توقيت غاية في الدقة. واعترف امحمد فاخر بأن مرحلة الفراغ التي يمر منها فريقه قد طال أمدها بعد تضافر عدة معطيات ذاتية وموضوعية معتبرا أن فريقه ضحية للعياء وسوء البرمجة وقال عقب المباراة «جميع الفرق تمر من مرحلة فراغ غير أنها بالنسبة إلينا قد عمرت طويلا ولا بديل عن انتفاضة للاعبين في المباراة القادمة أمام مولودية وجدة أما اليوم فلم نكن محظوظين بعد أن أضاع لاعبونا عدة فرص، حيث ظهر جليا تأثرهم من الرحلة الطويلة التي قمنا بها إلى الرأس الأخضر ولا زلت لا أفهم سر برمجة هذه المباراة ثلاثة أيام بعد عودتنا من مشاركة خارجية». وأضاف فاخر «كنا ننتظر مباراة صعبة في ظل حالة الإرهاق التي يمر منها الفريق ورغم ذلك سيطرنا وضغطنا على الفريق السلاوي لكننا لم نسجل وهو أهم شيء لتحقيق الانتصار وهو ما لم يتحقق اليوم لسوء الحظ واستمرار تأثير أزمة النتائج التي نحن مجبرون لوقفها سريعا». واعتبر يوسف المريني مدرب جمعية سلا أن التعادل المحقق اليوم يظهر أن تعثر الفريق أمام الرجاء وانهزامه برباعية نظيفة لم يكن سوى سحابة صيف وقال «رغم النقص العددي نجحنا في تدبير المباراة بذكاء ذهني وقوة بدنية وانضباط تكتيكي غاب كليا عن مباراة الرجاء حيث أظهرنا أن لا خوف على مستقبل الفريق الذي يتوفر على بدائل شابة أكدت أحقيتها في مباراة صعبة ستمنحنا الثقة لمواجهة باقي المشوار بإيجابية». وأضاف «الرجاء سبق له أن انهزم أمام الجيش بأربعة لكنه الآن يتصدر ترتيب البطولة وهو ما جعلنا متيقنين بالظهور بوجه مشرف ولو في ظل نقص عددي مهم أمام فريق كبير وتجسيدا لرغبة قوية من أجل محو الصورة الباهتة مع كسب ثلاثة لاعبين يشاركون للمرة الأولى هذا الموسم». واستغرب المريني الحديث عن العياء وقال”كيف يمكن الحديث عن العياء بالنسبة لفريق يتوفر على فريقين بعد أن كانت ذريعة الذهاب هي شهر رمضان، ينبغي قبول النتيجة بطرح أسباب موضوعية «. وعرفت بداية المباراة التي احتضنها ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وتابعها جمهور قليل جدا بينهم الفرنسي روجيه لومير، مدرب الفريق الوطني فتورا في الأداء وتكافؤا في وسط الميدان، حيث كان انتشار لاعبي سلا بشكل جيد مع سد المنافذ أمام اختراقات لاعبي الجيش الذين اتسم أداؤهم بنوع من التسرع وقلة التركيز. وانتظر الجمهور مرور 27 دقيقة ليتتبع أول فرصة للتهديف بواسطة يوسف القديوي الذي توغل داخل منطقة الجزاء لكن تسديدته مرت بجانب مرمى الحارس الشاب أيوب العسري الذي ينتمي لفئة الشباب بعد أن اضطر المدرب لوضع الحارس الأساسي مراد بنونة لاعبا احتياطيا في غياب ستة عناصر أساسية. ورد الجمعية السلاوية بهجوم منسق من الخلف انتهى بتوجيه إبراهيما واتارا لتسديدة قوية حولها الحارس طارق الجرموني إلى الركنية بينما مرت ضربة رأسية متقنة لمصطفى العلاوي مهاجم الجيش بمحاذاة القائم. وتحسن أداء الجيش في الشوط الثاني حيث أصبح يتقدم أكثر إلى الأمام بحثا عن افتتاح التسجيل واستمرت خطورة الفريق من رأس العلاوي الذي لم يكن محظوظا في أكثر من محاولة قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة على مستوى الأنف وأسفل العين إثر اصطدامه مع زميله البديل المهدي الباسل حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. وتناوب لاعبو الجيش في إضاعة الفرص كما حصل في الدقيقة 65 بعد أن سدد حميد ناطير في يد الحارس الذي حولها إلى ركنية لم تأت بجديد. وكسب الفريق السلاوي الثقة في الدقائق العشر الأخيرة، حين كان قريبا من مفاجأة مضيفه، حيث كانت البداية في الدقيقة 81 بعد تسديدة قوية من رجل عدنان مسيطيطاف أبعدها الحارس الجرموني الذي ارتكب بعد ذلك بدقيقتين خطأ خارج منطقته في محاولة لإبعاد كرة ضائعة من الدفاع قبل أن يتلقى إنذارا ويرتكب خطأ تحول إلى ركنية دون أن تغير النتيجة. وكاد البديل أمين قبلي أن يحرز هدفا طال انتظاره في الدقيقة 88 بعد تبادل كروي سريع ليهزم الحارس السلاوي أيوب لكن المدافع عبد الصمد الصفريوي أبعد الكرة التي كانت في طريقها إلى الشباك. وردت الجمعية السلاوية بأخطر محاولة في الوقت بدل الضائع إثر مرتد خاطف حيث انفرد البديل فيصل الضيف كليا بالحارس لكنه سدد ببطء عوض التمرير لإبراهيما الذي كان في وضع أفضل ليستفيد الفريق من تعادل معنوي هام، بينما أصبح الشك يدب في أوصال جسم الفريق العسكري الذي ابتعد كثيرا عن الدفاع عن لقبه الثاني عشر.