بعد توقف دام شهرين تعود حمى التنافس على لقب كأس الإتحاد الأوروبي من جديد، بين فرق ضيعت تذكرة المشاركة في عصبة الأبطال، فاكتفت بالتنافس على لقب فقد أهميته مع مرور المواسم. سيعاني ممثلو شمال وشرق أوروبا من قلة التنافسية بسبب توقف دورياتهم في فصل الشتاء، مما يجعل حظوظهم لتجاوز هذا الدور ضئيلة. حيث سيجد ألبوغ الدانماركي (الذي يذود عن عرينه الحارس المغربي كريم زازا) مشاكل جمة لإقصاء نادي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني. نفس المعطى سينطبق على دينامو كييف الأوكراني (الذي يحمل الدولي المغربي بدر القادوري قميصه) لإزاحة بلنسية العريق بهدافه دافيد بيا، وسيعمل المدرب ماركو فان باستن، الذي تلاشت آماله للظفر بلقب الدوري الهولندي على التألق أمام نادي فيورنتينا القوي في مواجهة مزدوجة صعبة. وينتظر نادي فيردر بريمن الألماني تحدي كبير وهو يقابل أحد أبرز المرشحين للظفر باللقب القاري ويتعلق الأمر بنادي آسي ميلانو الإيطالي. الفريق الألماني انحسرت عنه الأضواء على الصعيد الأوروبي منذ فوزه بكأس الكؤوس الأوروبية لموسم 91-92 في نهائي تألق فيه مديره الفني الحالي: كلاوس ألوفس، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل تعقدت بتراجع مهول في البوند سليغا، بإحتلاله للمرتبة العاشرة، مما أثار سخط الجماهير العاشقة للفريق الأخضر، مطالبة بإقالة المدرب طوماس شاف، الذي لحسن حظه، تفهم مديره الفني الموقف وجدد فيه الثقة لإكمال الموسم. ولسوء حظ فيردر فالقرعة لم تكن رحيمة به وهي توقعه مع أسي ميلانو المثقل بالألقاب والمدجج بالنجوم، ولهذا لن يجد الإيطاليون صعوبات جمة لإزاحة الألمان، رغم موهبة البرازيلي دييغو وخبرة الدولي الألماني طورستن فرينغز. وتستأثر مباراة حامل اللقب زينيت سان بيترسبورغ الروسي بشتوتغارت الألماني بالاهتمام ذلك لتقارب مستوى الفريقين، غياب النجم أرشافين المتعاقد مع نادي الأرسنال الإنجليزي سيضعف جبهة الهجوم الروسية لكن دهاء المدرب الهولندي ديك أدفوكات، قد يخدم مصالح الروس لتجاوز الألمان، رغم نقص اللياقة البدنية. بالمقابل تتضاءل حظوظ مواطنهم س ص ك موسكو (الذي كان له شرف تدوين اسمه كأول نادي روسي يفوز بمسابقة أوروبية وكان ذلك في موسم 2004-2005) عندما يواجه ظاهرة الموسم في الدوري الإنجليزي: نادي أسطون فيلا الذي سيقوده المهاجمان أكبونلاهور وملنر. وبمدينة بوردو الفرنسية، سيواجه النادي المحلي خصما عنيدا ويتعلق الأمر بنادي غلطة سراي التركي، في مواجهة مزدوجة يصعب التنبؤ بهوية المتأهل، فالأتراك يعولون على الهداف الكونغولي نوندا والتشيكي ميلان باروش، اللذان يعرفان الفرق الفرنسية، بحكم لعبهما على التوالي في موناكو وأولمبيك ليون، بالمقابل يتوفر نادي بوردو على فريق جيد بقيادة الحارس رامي، المبدع غوركوف والمهاجمين. ولقد كتب لهذه المسابقة أن تولد أكثر من مرة، إذ رأت النور في بداية الستينيات تحت اسم كأس المعارض، وكان للبارصا شرف تدوين إسمها كأول فائز بهذا الكأس، قبل أن تغير اسمها سنة 72 لتصبح كأس الإتحاد الأوروبي وشهدت تتويج طوطنهام هوتسبرز الإنجليزي، سبعة وعشرون سنة بعد ذلك، قرر مسؤولو الإتحاد الأوروبي في إطار سعيهم لإنقاذ مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية من الحيف الذي طالها، جراء إهمالها من طرف اتحادات الدوريات الكبرى، التي أصبحت تشرك فرقا متوسطة أو من الدرجة الثانية، مفضلين المشاركة في عصبة الأبطال التي تدر الملايين من الأوروات.