السيدة نادية سليمان صاحبة التوائم الثمانية أطلت على الجمهور الأمريكي بعد أسابيع من الصمت والتمنع، وقالت في مقابلة مع شبكة ABC إنها كانت الطفلة الوحيدة لوالديها وعاشت طفولة تعيسة مليئة بالحزن والوحدة، ولهذا صممت على إنجاب أكبر عدد من الأطفال كي يملؤوا حياتها شقاوة وطفولة! يتابع الأمريكيون بغضب شديد تطورات قضية «نادية سليمان» التي أنجبت قبل أسابيع ثمانية توائم دفعة واحدة، فيما اعتبر حينها معجزة طبية لم تحدث سوى مرة واحدة من قبل داخل الولاياتالمتحدة وكانت في ولاية تكساس حيث أنجبت سيدة أمريكية ثمانية توائم دفعة واحدة بعد خضوعها لتخصيب صناعي. ويرجع سبب غضب الأمريكيين بالأساس إلى ملايين الدولارات التي ستقتطع من أموال دافعي الضرائب من أجل تسديد الفواتير الطبية والأدوية والملابس والحفاظات التي سيحتاجها التوائم الثمانية طوال السنوات المقبلة، خصوصا وأن السيدة سليمان لديها ستة أطفال آخرين لا يتجاوز عمر أكبرهم سبع سنوات واثنان منهم يعانيان من أمراض عقلية. وشغلت قصة حياة نادية سليمان الرأي العام الأمريكي الذي أذهلته تفاصيلها الغريبة. فنادية التي تبلغ من العمر 33 عاما ليست متزوجة وعاطلة عن العمل وتسكن رفقة والديها في بيت من ثلاث غرف فقط في ولاية كاليفورنيا ولديها ستة أطفال بعضهم مريض ويحتاج إلى عناية مستمرة، لكن كل ذلك لم يمنعها من الخضوع لعملية تخصيب صناعي حملت بعدها بثمانية توائم أنجبتهم قبل الأوان ومازالوا يرقدون في المستشفى ويخضعون لعلاج مكثف. السيدة نادية سليمان أطلت على الجمهور الأمريكي بعد أسابيع من الصمت والتمنع وقالت في مقابلة مع شبكة ABC إنها كانت الطفلة الوحيدة لوالديها وعاشت طفولة تعيسة مليئة بالحزن والوحدة ولهذا صممت على إنجاب أكبر عدد من الأطفال كي يملؤوا حياتها شقاوة وطفولة! لكن المقابلة التلفزيونية صبت المزيد من الزيت على غضب الأمريكيين الذين لم يشاهدوا وجه نادية من قبل واكتفوا بسماع الخبر عبر وسائل الإعلام، إذ صُدموا عندما رأوا آثار عمليات التجميل على وجه السيدة نادية التي تكاد تكون نسخة (لكن مشوهة) عن نجمة هوليود أنجلينا جولي. فشفاه نادية المنتفخة المحقونة بسائل البوتوكس بدت ناتئة وغير متناسقة مع باقي قسمات وجهها، رغم أنها تشبه شفاه أنجيلا جولي، كما أن قصة شعرها الأسود القاتم تشبه قصة شعر النجمة الأمريكية المعروفة هي الأخرى بحبها لتبني وإنجاب الأطفال، وحتى عندما تحدثت وسمع الناس صوتها الهادئ الناعم والخفيض بدت وكأنها تحاول جاهدة التشبه بالممثلة أنجلينا جولي! بعد بث المقابلة التلفزيونية مع نادية سليمان، خرج المذيع بيل أورايلي على شبكة فوكس نيوز يطالب السلطات في ولاية كاليفورنيا بأخذ جميع الأطفال منها ووضعهم في دور الرعاية الاجتماعية لحين إيجاد عائلات تتمتع بالقدرة المادية والمعنوية لتبنيهم جميعا، وشدد على ضرورة إخضاع السيدة سليمان لاختبارات نفسية لأنها بدت «غير متوازنة ومريضة نفسيا وتعاني أزمات عميقة». لكن نادية سليمان (والدها عربي وأمها من لاتفيا) ردت في مقابلات إعلامية أخرى بالقول إنها ستذهب إلى الجامعة لتحضير رسالة ماجستير في علم النفس وستعمل بعد تخرجها كمحللة نفسية أو ما يسمونه هنا ب«الشرينك» حتى تتمكن من إعالة أطفالها الأربعة عشر. ويبدو أن ردها هذا كان سببا آخر جر عليها غضب وسخرية أبرز المذيعين الأمريكيين الذين تساءلوا كيف يمكن لأم عزباء أن تترك أربعة عشر طفلا، ثمانية منهم خدج، في المنزل وتخرج للدراسة، كما قاموا بإرسال عدد كبير من الصحفيين للتحقيق في ماضيها وظروفها المادية. واكتشف هؤلاء أن السيدة سليمان حصلت على أكثر من 130 ألف دولار كمساعدات اجتماعية من الحكومة لتربية أبنائها الستة خلال السنوات الماضية، لكنها استعملت تلك الأموال لإجراء عمليات تجميل جراحية بالإضافة إلى دفع مصاريف عمليات التخصيب الصناعية التي أنجبت بفضلها ستة عشر طفلا كلهم من متبرع مجهول بالحيوانات المنوية! وحتى والدة نادية سليمان لم تتردد في التعبير عن امتعاضها من الخطوة التي أقدمت عليها ابنتها والمتمثلة في إنجاب ثمانية توائم جدد رغم أنها أم عازبة لستة أطفال وعاطلة عن العمل. وقالت في مقابلة صحفية: «لست أدري كيف سنعيش جميعا في هذا البيت بعد خروج التوائم من المستشفى... أنا مرهقة كثيرا بسبب الاعتناء بالأطفال الستة الموجودين هنا ولا أدري كيف يمكنني الاعتناء بثمانية آخرين». وظل البلد الأصلي لوالد نادية سليمان مجهولا رغم محاولات الصحفيين الفضوليين كشف ماضيه وسجلاته الضريبية، إلا أنهم أعلنوا مساء أمس الأول أنه توجه إلى العراق للعمل كمترجم هناك منذ علم بأن ابنته تحمل ثمانية توائم، وأنه رفض التعليق على الموضوع خلال مكالمة هاتفية اكتفى بالقول فيها: «أنا أحب ابنتي وأدعمها، وسأعمل بجد كي أتمكن من إعالتها هي وأطفالها الأربعة عشر»! التقشف في عيد الحب في بيت جميل ومرتب بعناية، تجلس سيدة شقراء أنيقة أمام مدفأة متوهجة وتقرأ كتابا مجهول العنوان وإلى جانبها يلعب طفل أشقر بريء القسمات، وفجأة يدخل الغرفة رجل فارع الطول يلبس طقما أسود. يطبع قبلة خفيفة على وجنة زوجته ويحمل الطفل بين ذراعيه ويجلس على الكنبة الوثيرة، ثم يدس كفه في جيب داخلي ويخرج علبة سوداء يقدمها لزوجته التي تتلقفها بسعادة وتفتحها بسرعة وتنظر بانبهار إلى زوج الأقراط الذهبية المعلقة بعناية داخل العلبة ومن ثم ترتمي بين أحضان زوجها وتقبله على شفتيه قبلة ساخنة، ومباشرة بعد ذلك ينبعث صوت موسيقى حالمة يتبعها صوت غليظ يقول: «كل القبلات تبدأ بهدية من مجوهرات كي». هذا باختصار هو سيناريو الإعلان التجاري أنتجته شركة Kay للمجوهرات وتبثه مختلف شبكات التلفزيون الأمريكية بمناسبة عيد الحب الذي يحتفل به الأمريكيون يوم غد السبت. وعادة ما كانت الشركة تضع داخل العلبة أقراطا ماسية أو سلاسل مطعمة بالماس أو حتى خواتم ثمينة، لكن الأزمة الاقتصادية القاتمة التي تخيم على الولاياتالمتحدة دفعت الشركات المعلنة إلى تغيير خطابها وجعله يتماشى مع الميزانيات المتضررة للأمريكيين في الوقت الحالي. ورغم أن المجمعات التجارية الضخمة ارتدت حلتها الحمراء القانية وعلقت قلوب الورود الحمراء في مداخلها وفرشت البساط الأحمر بين الممرات وأعلنت عن تخفيضات خيالية بمناسبة عيد الحب، فإن كل ذلك لم ينجح في استقطاب الأمريكيين الذين باتوا يحسبون دولاراتهم ويحرصون على عدم صرفها خوفا مما سيحمله المستقبل القريب. ففي «مونتغامري مول» بمدينة «بيثيزدا» المحاذية للعاصمة واشنطن، أعلنت محلات «ميسيز» الرخيصة عن تخفيض يصل إلى خمسين في المائة لكل شخص يرتدي اللون الأحمر ويرغب في شراء هدية لحبيبته بمناسبة عيد الحب، كما عرضت تخفيضا يصل إلى سبعين في المائة في قسم العطور والإكسسوارات، إلا أن تلك الأقسام بدت خالية تماما من الزوار كما اختفت صفوف المشترين الذين كانوا يقفون بالساعات في مثل هذه المناسبة خلال السنوات الماضية لاقتناء هدية تتماشى وأجواء العيد الرومانسية. أما «تايزنس كورنر مول» الواقع في شمال فرجينيا، فإن الحركة الدؤوبة للمتسوقين لم تعكس إقبالا على شراء الهدايا الفاخرة التي يتم طرحها في مثل هذه المناسبة. وقالت خديجة، وهي مهاجرة مغربية تعمل في متجر «يونايتد كلورز أوف بينيتون»: «والو وتقول واش كاين شي حد كيشري. ما عرفتش مالهوم هاد الميريكان، كانوا ديما كيشريو الكادويات واخا يكونو غارقين في الدين حتى للوذنين ولكن دابا وتقول واش كيصرفو الدولار»!. وتضيف خديجة أنها عملت في سلسلة متاجر «بينيتون» لسنوات طويلة لكنها لم تر تراجعا في المبيعات وعزوفا عن الشراء من قبل الزبائن مثل الذي تشهده حاليا المولات الأمريكية. بل إن خديجة أعربت عن قلقها من أن تتخلى عنها إدارة المتجر وتفصلها بسبب التراجع المهول في المداخيل، تماما كما حصل مع ثلاث فتيات كن يساعدنها في خدمة الزبناء خلال الأشهر الماضية، لكنهن فصلن تباعا من العمل. وعرضت وسائل الإعلام الأمريكية شهادات للعشرات من الأمريكيين الذين قرروا التقشف في المصاريف والاكتفاء بغسل الأواني وطبخ وجبة عشاء رخيصة لزوجاتهم بمناسبة عيد الحب عوض اقتناء ملابس داخلية غالية أو قنينة عطر ثمينة كما كان يحصل في الماضي. وحتى شركات توزيع الورود التي عادة ما يتضاعف دخلها لأكثر من عشر مرات في عيد الحب، أعلنت أنها سجلت تراجعا غير مسبوق في طلبات توصيل الورود قبيل عيد الحب. ورغم أن تلك الشركات كشفت عن تخفيضات كبيرة لتشجيع الأمريكان على تدليل زوجاتهم وإرسال باقات الورود الحمراء بمناسبة عيد الحب، إلا أن ذلك لم يأت بالنتائج المرجوة. ولعل الجملة التي قالها مواطن من مدينة نيويورك لبرنامج «صباح الخير أمريكا» تلخص الوضعية التي بات يعيشها الأزواج الأمريكيون، حيث قال الرجل: «الحب موجود والرومانسية موجودة كذلك والرغبة في الاحتفال طاغية على ما عداها لكنني لا أستطيع صرف خمسين دولار على إرسال باقة ورد وخمسين دولار أخرى على فاتورة عشاء رومانسي. سألبس وزرة المطبخ وأجهز لزوجتي وجبة فاصولياء مع سلطة خضراء وأطفئ الأنوار في البيت لتوفير ثمنه... هذه الأزمة المالية تخنقنا وبتنا نخاف مما سيحمله المستقبل ولهذا سنحتفل بهذه الطريقة وأتمنى أن أكون هنا السنة القادمة كي أحتفل مع زوجتي.. فأنا بت أخاف من ثقل هذه الأزمة على زواجنا وعلاقتنا وكل المشاكل التي باتت تنشب بيننا بسبب الصعوبات المالية»!.