أقدمت منظمة إيتا الانفصالية الباسكية صباح يوم أمس على تفجير شاحنة صغيرة مفخخة في مدريد في حي «كامبو دي لاس ناسيونيس» شرق العاصمة مدريد دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح وفق على ما أعلنت عنه متحدثة باسم الصليب الأحمر الإسباني، مضيفة أن مجهولا حذر في اتصال هاتفي عند الساعة السادسة والنصف صباحا من انفجار وشيك لسيارة تجارية في هذا الحي في شارع ريبيرا ديل لويرا. وحسب إفادات شهود عيان فإن الانفجار الذي سمع دويه في كل مناطق الحي، لم يسفر عن قتلى أو جرحى. ووفق ما أفادت به وزارة الداخلية الإسبانية فان الانفجار حدث على الساعة الثامنة صباحا بعد الاتصال التحذيري، حيث قامت الشرطة على تطويق الحي المعني. وكانت منظمة «ايتا» الباسكية الانفصالية قد أعربت يوم الجمعة الماضي عن «رغبتها في مواصلة الكفاح وبكل الوسائل من أجل استقلال بلاد الباسك وذلك في بيان ألمح إلى مواصلة تنفيذ الاعتداءات». وأشار البيان الذي صدر بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها ونشرت مقتطفات منه صحيفة «غارا» القريبة من الحركة الانفصالية، أن «إيتا» تدعو كوادرها إلى توحيد الصفوف في بلاد الباسك بهدف سلوك طريق الاستقلال بوسائل سلمية وديموقراطية. لكن المنظمة المسلحة التي اعتبرت مسؤولة عن مقتل 825 شخصا في غضون 40 سنة من العنف، أضافت أن هذا الهدف تتصدى له «الدول العدوة ، في إشارة إلى إسبانيا وفرنسا، اللتيين لا تبديبن أي رغبة» في قبول هذه الرغبة بالاستقلال. وتعود آخر عملية دامية إلى مطلع دجنبر الماضي في بلاد الباسك الإسبانية. واستأنفت «ايتا» التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، حملة الاعتداءات في منتصف مايو 2007 في ختام هدنة دامت 15 شهرا، وذلك إثر فشل مفاوضات السلام مع الحكومة الاشتراكية الإسبانية. إعلان إيتا مجددا الحرب على الحكومة المركزية في مدريد يأتي كتصعيد آخر بعد فشل مفاوضات عديدة بين حكومات إسبانيا المتعاقبة مع الحركة، إذ تخلت حكومة ثاباتيرو الاشتراكية الحالية عن المفاوضات منذ 2006 بعد أن فجرت إيتا سيارة مفخخة في مطار مدريد، منهية بذلك هدنة أحادية الجانب. وتقول سلطات إسبانيا إن عدد أفراد إيتا تقلص كثيرا بعد حملات الاعتقال الناجحة التي طالت قيادييها سواء في الجنوب الفرنسي أو بعد اعتقال قائد جناحها المسلح منذ أربعة أشهر. وتأسست منظمة إيتا في 1959 على عهد الدكتاتور الجنرال فرانكو الذي ضيق كثيرا على مناطق الباسك وكاتالونيا وغاليسيا، وهي مضايقات رفعت بعد وفاته سنة 1975، لتمنح هذه المناطق درجات حكم ذاتي مختلفة، لكن إيتا واصلت حربها التي قتلت في خمسين عاما ثمانمائة شخصا، أغلبهم قتل في تفجيرات بسيارات مفخخة أواغتيالات بالرصاص. يقول بيان إيتا إن الحركة الانفصالية ناهضت الفرانكوية، لكن هدفها لم يكن هزيمة الفرانكوية بل تحقيق الحرية لبلاد الباسك، وما زالت ملزمة بهذا الهدف. وطلبت الحكومة الإسبانية من محاميها تقديم التماس حظر حزبين هما «أسكاتاسون»ا ودي 3إم، بمبرر صلاتهم ب «باتاسونا» الجناح السياسي لإيتا الذي تم حظره 2003، وحزبين آخرين حظرا خلال العام الماضي. وأعلنت الحكومة الإسبانية يوم الجمعة الماضي أنها طلبت من ممثلي الادعاء السعي من أجل فرض حظر على تشكيلين سياسيين في إقليم الباسك لمنعهما من المشاركة في الانتخابات الإقليمية مطلع الشهر المقبل على أساس ارتباطهما بحركة «إيتا» الانفصالية. وتعد عملية فرض الحظر على الأحزاب جزءا من الجهود الحكومية والقضائية لقمع الجماعات الموالية لحركة «إيتا» إضافة إلى الحركة نفسها.