أعلنت شركة صينية متخصصة في التنقيب عن البترول أن المغرب سيتحول إلى جنة للغاز الطبيعي بعد اكتشاف أكبر حقل للغاز بسواحل الصويرة. وأوردت الإذاعة الصينية الدولية، التي نشرت الخبر، أن الشركة الصينية تمكنت من اكتشاف مخزون كبير من الغاز الطبيعي على الشريط الساحلي للمحيط الأطلسي، وذلك في منطقة سيدي المختار قرب مدينة الصويرة، مؤكدة أن أشغال التأكد من إمكانية استغلال الغاز ستبدأ خلال شهر نونبر المقبل، هذا في الوقت الذي فضلت فيه الحكومة التزام الصمت، حيث رفض العديد من المسؤولين تأكيد الخبر أو نفيه. وقدرت الشركة مخزون الغاز الطبيعي في الحقل المكتشف، الذي يحمل اسم «مسقالة» وتبلغ مساحته 771 كيلومترا مربعا، بما بين 292 و776 مليار متر مكعب، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف دفعها إلى إرسال سفينة محملة بالمعدات الخاصة بالتنقيب من المتوقع أن تصل إلى ميناء أكادير خلال هذا الأسبوع. يذكر أن شركة «سيركل أويل» سبق أن أعلنت في أكتوبر 2010 وفي يناير 2011 عن اكتشافها لآبار غاز بمنطقة حوض الغرب، مع العلم أنها وقعت في سنة 2008 عقداً يمتد ل25 سنة مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات، للتنقيب واستغلال هذه المنطقة. وكانت الحكومة قد قررت تأسيس شركة مشتركة مع «سيركل أويل» من أجل إنشاء خط أنابيب الغاز، على أن يتقاسم الطرفان المكتشفات بنسبة 25 في المائة للجانب المغربي و75 في المائة للشركة الإيرلندية، والتي قدرت فرص نجاحها باكتشاف موارد نفطية وغازية بحوض الغرب ب 60 في المائة. وصرحت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن٬ أمينة بنخضرا٬ سابقا، بأن المغرب يتوفر على أحواض رسوبية هامة غير أن الاستثمار لا يرقى إلى المستوى المنشود٬ وذلك بالنظر إلى أن مسلسل الاستغلال والدراسات الجيولوجية المتعلقة بالتنقيب مكلف ماديا. وأضافت بنخضرا أن المغرب يزخر باحتياطات هامة من الغاز الصخري، أي الصخر الزيتي، تقدر ب50 مليار برميل، وتجعله يحتل الرتبة السادسة عالميا. وأوضحت أن طبيعة الصخر الزيتي وتعقد عملية إبراز قيمته تحول دون وصول المغرب إلى مرحلة الاستغلال الصناعي٬ مسجلة أن المكتب اعتمد منذ سنة 2005 استراتيجية لتطوير الصخر الزيتي تتمحور بالخصوص حول الشراكة مع الشركات النفطية والشركات المنفذة. وذكرت أنه ما بين 2006 و2007 قامت شركة «شيل» بمحاولات غير أنها لم تنضج على المستوى الصناعي. وأشارت إلى أن ثلاث شركات تعتزم حاليا القيام بمحاولات رائدة لاختبار النتائج المحصل عليها٬ في الوقت الذي يجري فيه المكتب مفاوضات مع شريكين حول تمحضيت لمنحهما مساحات حيث سيجريان بعض التجارب. وبخصوص الغاز الزيتي٬ أضافت المسؤولة أن المغرب لازال في بداية المسلسل٬ موضحة أنه تم التوقيع على اتفاقيات مع ثلاث شركات تتوفر على رخص استكشاف.. كما سجلت أن بعض الشركاء سيقومون٬ في هذه المرحلة من الاستغلال٬ بعمليات حفر وسيكون بمقدورهم عبر تحاليل الطبقات الأولى (300 متر) الحصول على معلومات ملموسة.