أعلنت شركة «سيركل أويل»، الإيرلندية، مرة أخرى، يوم الجمعة الماضي، أنها اكتشفت حقلا جديدا للغاز الطبيعي في حوض سبو، حيث كان آخر اكتشاف كشفت عنه في فبراير الماضي، مما يثير التساؤل من قِبَل بعض الخبراء حول حجم الاكتشافات المعلن عنها وتوضيحها من قبل السلطة المتعاقدة مع «سيركل أويل» في المغرب. ونُقِل عن الرئيس المدير العام لمجموعة «سيركل أويل»، كريس كرين، قوله «أنا سعيد بأن أعلن أننا تمكنا من مواصلة الحفر بنجاح في حوض الغرب في المغرب»، حيث كانت الشركة قد شرعت في إنتاج الغاز في المنطقة قبل سنتين ولم تعلن عن اكتشافاتها. وكان المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن قد أكد، في مناسبة سابقة، أن شركة «سيركل أويل» شرعت في أنشطتها في المغرب في يونيو 2006، إثر التوقيع مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن على اتفاقية نفطية تخص منطقة «سبو أوشور» في الغرب، مؤكدا أن الشركة المتخصصة في التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي أنجزت برنامجا طموحا لأشغال لاستغلال يضم دراسات جيولوجية وجيو فزيائية. وقد اختارت الشركة، التي تتوفر على أصول في المغرب وناميبيا وسلطنة عمان ومصر وتونس، التنقيب عن النفط في منطقة الغرب، بعدما تأكدت، حسب ما نقلته بعض التقارير، أن فرص نجاحها تفوق 60 في المائة، في الوقت تتوفر المنطقة على ظروف تنقيب مناسبة، نتيجة انخفاض كلفة الحفر ووجود بعض أنابيب الغاز في بعض المناطق ووجود طلب على الغاز من الوحدات الصناعية في المنطقة. وتحوي شروط العقد المتعلق باستغلال منطقة سبو في حوض الغرب أن تتوزع حصة ما يتم اكتشافه بين المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ب25 في المائة، و»سيركل أويل»، بنسبة 75 في المائة، في حين تبلغ مدة الترخيص 25 سنة قابلة للتمديد، حسب حجم الاكتشافات المنجزة. وبإعلانها الأخير، تكون الشركة قد كشفت عن اكتشافها الحادي عشر، حيث تسعى، حسب ما كشفت عنه في مناسبة سابقة، إلى إنتاج 2.5 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم، كي تصل في المستقبل إلى إنتاج 16 مليون متر مكعب. وتثير الإعلانات المتوالية للشركة الإيرلندية عن الاكتشافات في منطقة سبو، حيث كانت قد أعلنت عن اكتشافات في 35 يوما، تساؤلات حول قيمة وحجم الاكتشافات، فبعض الخبراء يؤكدون أن الاكتشافات التي سوف تصل إليها الشركة ستساهم فقط في تلبية حاجيات بعض الوحدات الصناعية في المنطقة التي تتواجد فيها الآبار المكتشفة، وهم يشيرون إلى أن الشركات التي حاولت استكشاف إمكانيات المنطقة توصلت، جميعها، إلى أن الغاز يتواجد بكميات صغيرة في جيوب صغيرة، مما دفع تلك الشركات في الماضي إلى عدم المضي بعيدا في استغلال تلك الثروة. وبينما يؤكد البعض أن الشركة تستفيد من البنيات التحتية التي تتوفر عليها منطقة سبو، خاصة أنابيب الغاز، يُرحّج بعض الخبراء أن تكون الشركة قد استفادت من الدراسات التي سبق أن قامت بها شركات خلال العقود الأخيرة حول الإمكانيات الكامنة في عمق أراضي المنطقة، ومن بينها المكتب الوطني للأبحاث واستغلال الموارد البترولية، علما أن اهتمام الشركات البترولية العالمية بالمنطقة يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي.