الحكاية نفسها تتكرر كل موسم، حديث عن أزمات مالية في الفرق المغربية، وتلويح من طرف بعض رؤساء الفرق بتقديم استقالتهم، وغضب للمنخرطين المطالبين بالتغيير، وعندما تدق ساعة الحسم، يخرج رئيس الفريق بالفم المليان ليقول إنه مستعد للرحيل، لكنه متشبث بالبقاء لأن ليس هناك بديلا يمكن أن يخلفه، وإذا ظهر البديل تتغير اللهجة، وتتحول إلى مطالبة الرئيس بالحصول على ما يقول إنها أموال أقرضها للفريق، وأنه لا يمكن أن يرحل دون أن يحصل على ما يعتبرها مستحقات له توجد في ذمة الفريق. ما الذي يجعل هذا السيناريو يتكرر كل موسم، وهل من المقبول أن تعيش الفرق المغربية نفس الأزمات المالية وبنسخة كربونية؟ لنأخذ مثلا نموذج فرق الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي في محاولة لفهم ما يجري، ولماذا تضع بعض الفرق نفسها في قلب أزمات مادية خانقة؟ الوداد ظل على امتداد سنوات يتعاقد مع اللاعبين بغزارة، بل إن الفريق كان يتعاقد مع اللاعبين قبل المدربين، مما وضعه في مأزق، فكل مدرب يأتي تكون له رؤية مخالفة، بل ويجد أن مجموعة كبيرة من اللاعبين ليسوا ضمن استراتيجية عمله، الأمر الذي كان يكلف الفريق غاليا، قبل أن يحاول التدارك في مرحلة لاحقةن لكن بعد أن وقعت الفأس في الرأس وأهدر الفريق الكثير من الوقت والمال. في الرجاء الذي فاز بلقب البطولة والكأس ويستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية بالمغرب، هناك «تضخم» في عدد اللاعبين الذين يتم انتدابهم، وهناك هدر للمال في هذا الجانب، بل إن الفريق بدا في بعض اللحظات وكأنه ينتدب من أجل الانتداب، قبل أن يجد نفسه مضطرا لفسخ عقود بعض لاعبيه، أو إعارتهم( عبد الفتاح بوخريص واسماعيل بصور وصلاح الدين السباعي والقائمة طويلة....). المغرب الفاسي يعيش بدوره الأمر نفسه، فقد تعاقد مع لاعبين مغاربة من فرنسا، ثم وجد هؤلاء اللاعبون أنفسهم خارج قائمة الفريق، وهناك حديث عن أن عقودهم لم تودع لدى الجامعة، وهي طريقة أصبحت تلجأ لها الكثير من الفرق لتتهرب من الالتزام بعقود لاعبيها. المفروض أن يحدد كل فريق أهدافه وفق إمكانياته المالية المتاحة، وأن يتكون سياسة الانتدابات واضحة المعالم، وليست مفتوحة، أما التهديد بالاستقالات فإنه أصبح مسرحية سخيفة، بفصول مملة.