أقدم جندي سابق، أول أمس الثلاثاء، على الانتحار داخل المستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، عندما ألقى بنفسه من الطابق الثاني، بعد أن هدد بعض الممرضين بالإقدام على الخطوة، بحجة «الإهمال واللامبالاة» التي لاقها من الطاقم الطبي، مما أسفر عن إصابته بنزيف داخلي وإصابة خطيرة في الرأس سرّعت بإزهاق روحه. لم يكن أحد من الطاقم الطبي بالمستشفى العسكري يعتقد أن الجندي السابق سيقدم على هذه الخطوة، ظنا منهم أن تهديداته تدخل في إطار محاولته «الكلامية» من أجل التسريع بتقديم العلاجات الضرورية له، لكن صعوده إلى الطابق الثاني الذي كان يعرف حركة غير عادية، حول «وهم» الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة إلى حقيقة. حالة من الفوضى عرفها المستشفى بعدما لمحت أعين بعض العسكريين والأطباء الموجودين بالمستشفى جثة الجندي السابق ملقاة على الأرض، مما جعل جل من كانوا في المستشفى يهرعون صوب مكان الحادث. تدخل الطاقم الطبي بالمستشفى لإنقاذ حياة المنتحر، حيث شرعوا في تقديم الإسعافات الأولية له، لكن القدر والوقت لم يتركا له أملا في الحياة. استنفر الحادث الخطير، مختلف الأجهزة الأمنية بالمدينة الحمراء، حيث شرعت في الاستماع إلى بعض الأطباء لمعرفة أسباب إقدام الجندي السابق على هذه الخطوة، ليتم إعداد تقرير في الموضوع، في الوقت الذي لازالت فيه التحريات والتحقيقات تنجز من قبل مختلف المصالح الأمنية.