انتحرت نزيلة بمستشفى ابن النفيس للأمراض العقلية التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، صباح أول أمس السبت. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر موثوق فيها، فإن أحد أفراد الطاقم الطبي لمستشفى ابن النفيس المعروف ب«أمرشيش» عثر على مريضة تبلغ من العمر 28 سنة، تنحدر من إقليمأزيلال، معلقة فوق نافذة الغرفة بعد أن لفت وشاحين بعنقها، ليهرع صوب المسؤولين عن المستشفى لإخبارهم بالحادث الرهيب وقد هرع الطاقم الطبي رفقة القائمين على المستشفى صوب غرفة النزيلة ليطلعوا على ما رواه الممرض، ليجدوا جثة مريضة ألحقت بالمستشفى قبل حوالي 12 يوما، من أجل وضعها تحت المراقبة الطبية، نظرا لمعاناتها من مرض نفسي يسمى «الشيزوفرينيا» (الذي هو الفصام الذي يصيب العقل بسبب اختلال كيميائي في وظائف المخ). وفور تأكدهم من الحادث، اتصل المسؤولون عن المستشفى بالمصالح الأمنية التي هرعت إلى المكان، حيث وقفت على جثة سيدة معلقة في رتاج نافذة الغرفة، التي كانت تقيم فيها، وقد لفت وشاحين ربطتهما ببعض في عنقها قبل أن تهوي أرضا وتلفظ أنفاسها. شرع أفراد الأمن في التحقيق حول ملابسات الحادث، في الوقت الذي لم يستبعدوا أن يكون العمل عدوانيا من أحد المرضى المقيمين بالمستشفى، وهو الأمر الذي انصبت حوله التحقيقات الأمنية، لكن كل المؤشرات كانت تؤكد أن دافع هذا العمل هو الانتحار. وبحسب شهادات بعض الأطر الطبية، التي كانت تتابع حالة النزيلة بالمستشفى، في تصريحات أدلت بها للمصالح الأمنية، فإن المنتحرة لم تكن تصدر عنها سلوكات عدوانية أو ردود فعل عنيفة تجاه الممرضين أو النزلاء، بينما كانت تعاني من اضطرابات نفسية كانت تشعرها بالعزلة بشكل كبير. وحول مصدر الوسائل التي استعملتها المنتحرة في عملها الأليم، أوضحت المصادر الطبية أن الوشاحين المستعملين في العملية، كانت تستعملها النزيلة في تغطية شعرها، وقد أحضرتهما معها منذ دخولها للمستشفى. وبعد أن أجريت التحقيقات بمكان الحادث، نقلت جثة الضحية إلى مستودع الأموات بمنطقة باب دكالة من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، وإعداد تقرير حول ملابسات الحادث.