بات مرفق النقل الحضري في القنيطرة مرشحا لأنْ يعرف العديد من التطورات التي قد تربك سير هذا القطاع برّمته، خاصة بعد شروع المجلس الجماعي للمدينة نفسها في اتخاذ الإجراءات الضرورية لتفعيل قرار فسخه للعقد الذي يربطه مع شركة «الهناء» للنقل الحضري، بسبب خرق هذه الأخيرة دفتر التحمّلات. وتهدّد الخلافات التي طفت على السطح بين عزيز رباح، رئيس مجلس القنيطرة، وإبراهيم الجماني، مالك شركة الكرامة للنقل الحضري، بإلغاء الامتياز الذي حازت عليه هذه الأخيرة بشأن استغلال كافة خطوط مدينة، بعدما تباينت الآراء بخصوص طريقة إدماج مُستخدَمي الشركة المعزولة للعمل في القطاع مجددا، تماشيا مع التزامات سابقة. وكشف مصدر موثوق أنّ هوة الخلاف بين الطرَفين ازدادت حدّة، بعدما أبدى مسؤولو شركة الكرامة تعنتا في تشغيل جميع عمال شركة الهناء، التي كانت تحتكر خطوط النقل الحضري في المدينة، وهو ما اعتبره رباح إخلالا باتفاقات وتعهّدات ينص عليها دفتر التحملات الجديد الذي أبرمته البلدية مع شركة الجماني، حيث وجّه تحذيرا شديد اللهجة إلى هذه الأخيرة وصل إلى حد التهديد بفسخ ملحَق دفتر التحمّلات الذي يسمح للشركة المذكورة باستغلال كافة الخطوط.. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإنّ هذا التوتر دفع السلطات إلى عقد جلسات حوار ضمّت جميع الأطراف لاحتواء الموقف والوصول إلى حل توافقيّ يُرضي جميع الجهات، إلا أن ذلك، يضيف المصدر، لم يبدّد أجواء الاحتقان التي أضحت تسود العلاقات بين بلدية القنيطرة وشركة الجماني، خاصة في ظلّ تشبث السلطات بقرار تشغيل جميع العمال. وكانت الشركة الجديدة قد تعهدت، وفق نص الاتفاقية المُبرَمة معها في وقت سابق، باستثمار مبلغ 54 مليار سنتيم في هذا المرفق، وبتشغيل جميع العمال السابقين لشركات النقل الحضري، مع إخضاعهم لقانون الشغل وتمتيعهم بالحقوق المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل، بينها الحد الأدنى للأجور والانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي والاستفادة من التعويضات العائلية. كما التزمت بإدماج جميع عمال ومستخدَمي شركة «الهناء» وإعادة تشغيلهم عند انتهاء عقدة الشركة مع الاحتفاظ بالأقدمية في العمل.