أطلقت إيران أول قمر صناعي لها محلي الصنع إلى مدار حول الأرض كاشفة عن إحرازها تقدما في تكنولوجيا الفضاء في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لضغوط دولية بسبب برنامجها النووي. ويمكن للصواريخ بعيدة المدى العابرة للقارات التي تستخدم في وضع الأقمار الصناعية في مدارات حول الأرض أن تستخدم أيضا لإطلاق رؤوس حربية وإن كانت إيران تقول إنها لا تنوي القيام بذلك. وجاء إطلاق أول قمر صناعي إيراني محلي الصنع قبل اجتماع تعقده القوى الكبرى في مدينة فرانكفورت الألمانية بشأن إيران. ويجتمع مسؤولون سياسيون من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين يوم الأربعاء لبحث المواجهة مع إيران بسبب برنامجها النووي. وسيكون هذا أول اجتماع من نوعه منذ تولي أوباما رئاسة الولاياتالمتحدة. وأبدت حكومة أوباما استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع طهران، لكنها حذرت إيران أيضا من كونها ستتعرض لمزيد من الضغوط إذا لم تستجب لمطلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال محلل سياسي إيراني إن إطلاق القمر الصناعي أوميد هو رسالة للعالم مفادها أن إيران «قوية جدا وعليكم التعامل معنا بطريقة صحيحة». وذكر التلفزيون الإيراني الذي نقل صورا للإطلاق الذي تزامن مع احتفال إيران هذا الشهر بالذكرى السنوية الثلاثين لثورتها الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بشاه إيران الذي دعمته الولاياتالمتحدة، أن القمر الصناعي هو لأغراض البحث والاتصالات. وقال التلفزيون الإيراني «في انجاز آخر للعلماء الإيرانيين في ظل العقوبات أطلقت إيران قمرها الصناعي الأول محلي الصنع أوميد إلى مدار حول الأرض». ونقل التلفزيون عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله في رسالة: «وجود إيران في الفضاء بغرض نشر التوحيد والسلام والعدالة سجل الآن رسميا في التاريخ». وأضاف «بعون الله ومشيئته لإقرار العدل والسلام سجل في الفضاء الوجود الرسمي للجمهورية الإسلامية». وفي أديس أبابا قال منوشهر متكي وزير الخارجية الإيراني إن أول قمر صناعي محلي الصنع أطلقته بلاده إلى مدار حول الأرض هو لإغراض سلمية تماما وان من حق كل الدول الاستفادة من هذه التكنولوجيا. وقال متكي في مؤتمر صحفي على هامش قمة للاتحاد الإفريقي منعقده في أديس أبابا «تكنولوجيا الأقمار الصناعية الإيرانية لإغراض سلمية تماما وهي لتغطية احتياجات البلاد». لكن اندرو بروكس من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له قال إن هذا التطور سيثير قلق إسرائيل وآخرين في المنطقة. وقال معلقا: «سيعتقدون إن القدرات المدنية ستتحول سريعا إلى قدرات للاستطلاع العسكري وجمع معلومات المخابرات. فأنت لا تستثمر كل هذا لتطلق قمرا صناعيا يخدم قناة تلفزيونية». وفي واشنطن، قال روبرت جيبز، المتحدث باسم البيت الأبيض: «إن جهود تطوير قدرات اطلاق صواريخ والجهود المتواصلة بشأن برنامج نووي محظور أو التهديدات التي تطلقها إيران لإسرائيل ورعايتها للإرهاب تبعث على قلق بالغ لهذه الإدارة». وأضاف جيبز أن إطلاق القمر الصناعي لا يساهم في أن تصبح إيران عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي وأن أوباما سيستخدم جميع عناصر القوة القومية للتعامل مع إيران «ومساعدتها على أن تكون عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي». وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ستبدي انفتاحا إزاء إيران في تعبير عن سياسة عزل إيران التي تبنتها حكومة الرئيس الأمريكي جورج المتشددة السابقة/ ولكنها حثت إيران على الرد بالمثل. وأضافت هيلاري كلينتون، في مؤتمر صحفي مع ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني «نمد يدنا ولكن يجب ان نرخي القبضة». وصرح اسحق بن إسرائيل، وهو رئيس سابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية، بأن المركبات التي تطلق الأقمار الصناعية يمكن أن تكون لها استخدامات عسكرية. وأضاف قائلا: «إذا تمكنوا من إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء فهذا يعني أن بوسعهم أيضا الوصول إلى غرب أوروبا». وتفرض الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة عقوبات على إيران لان واشنطن ودولا غربية أخرى تشتبه في كون إيران تسعى إلى اكتساب قدرات لإنتاج أسلحة نووية. وتقول الجمهورية الإسلامية، رابع أكبر منتج للنفط في العالم، إن طموحاتها النووية تقتصر على توليد الكهرباء لتلبية احتياجات اقتصادها وتمكينها من تصدير المزيد من النفط الخام والغاز. وذكر التلفزيون الإيراني أن «القمر الصناعي أوميد يحمل معدات لاختبار السيطرة على القمر الصناعي ومعدات للاتصالات ومعدات رقمية وأنظمة إمداد الطاقة». وأثارت إيران قلق الغرب في فبراير من العام الماضي حين اختبرت صاروخا محلي الصنع في إطار برنامجها للأقمار الصناعية. وقالت طهران وقتها إنها بحاجة إلى جراء اختبارين آخرين قبل أن تضع قمرا صناعيا في الفضاء. ووصفت الولاياتالمتحدة التي تحاول عزل إيران اختبار إطلاق الصاروخ في فبراير بكونه «مؤسف». وفي غشت أعلنت إيران أنها وضعت نموذجا لقمر صناعي في مدار حول الأرض حمله صاروخ محلي الصنع لأول مرة. وقال مسؤولون أمريكيون إن الإطلاق فشل. ووضع الرئيس الإيراني شروطا صارمة لإجراء محادثات مع حكومة أوباما قائلا إنها يجب أن تغير سياستها لا مجرد تكتيكاتها إزاء إيران وتعتذر عن «جرائم» ارتكبت في الماضي في حق إيران. ويقول خبراء غربيون إن إيران نادرا ما تمدهم بتفاصيل كافية لتقييم مدى تقدمها التكنولوجي وان معظم التكنولوجيا الإيرانية تقوم على تعديلات أدخلت على معدات تمدها بها الصين وكوريا الشمالية.