رفضت الحكومة السريلانكية دعوة أصدرتها مجموعة من الدول المانحة إلى متمردي نمور التاميل طالبتهم فيها التفاوض مع الحكومة من أجل ترتيب أمر استسلامهم للقوات الحكومية. وقال وزير الدفاع السريلانكي، جوتابايا راجاباكسا، إن حكومته لن ترضى بغير استسلام النمور «الكامل وغير المشروط». وكانت الدول المانحة، وتشمل الولاياتالمتحدة واليابان والنرويج والاتحاد الأوربي، قد دعت النمور أيضا إلى إلقاء أسلحتهم، ورفضت الحكومة الالتزام بوقف لاطلاق النار مع النمور، وتعهدت بسحقهم نهائيا. إلا أن رئيس الحكومة السريلانكية، راتناسيري ويكرامانايكا، أعلن أمس، عن عفو عام يشمل النمور الذين يلقون السلاح ويسلمون أنفسهم للقوات الحكومية. وصرح وزير الدفاع، راجاباكسا، لوسائل الإعلام قائلا: «إن موضوع التفاوض حول استسلام النمور مرفوض بالمرة. على المتمردين الاستسلام دون شروط. عليهم إلقاء أسلحتهم أولا». وقال الوزير السريلانكي إن زعماء النمور لن يشملوا بأي عفو، إلا أنه استثنى «الكوادر الدنيا» قائلا إنهم سيشملون بعفو عام وسيصار إلى إعادة تدريبهم وتأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع السريلانكي. كما رفض وزير الدفاع السريلانكي الدعوات التي أصدرتها حكومات الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا للطرفين للالتزام بوقف لإطلاق النار قائلا إن المتمردين يستغلون أي وقف للقتال «لتجميع قواهم ومواصلة هجومهم على قوات الأمن الحكومية.» وأضاف الوزير أنه: «عندما أعلنت الحكومة وقفا للعمليات العسكرية ل 48 ساعة في الأسبوع الماضي، استخدم المتمردون تلك الهدنة لشن هجمات انتحارية قرب الخطوط الأمامية مستخدمين ثلاث شاحنات محملة بالمتفجرات». يذكر أن طرفي النزاع يتعرضان لضغوط دولية متصاعدة لإقناعهما بوقف القتال لإتاحة المجال لإجلاء أكثر من ربع مليون من المدنيين حاصرهم القتال الدائر شمال شرقي البلاد. وكان النمور قد تعهدوا بمواصلة القتال وعدم إلقاء أسلحتهم حتى يحصلوا على ضمانات «بالعيش بحرية وكرامة وسيادة». في غضون ذلك، يتواصل القتال بين القوات الحكومية والمتمردين شمال شرقي البلاد، إذ أعلن ناطق عسكري حكومي عن أن القوات الحكومية تمكنت من دحر تعرض قام به النمور على قطعات الجيش في منطقة مولايتيفو. ودعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جبهة نمور التاميل المتمردة في سريلانكا إلى إلقاء السلاح وبحث إنهاء الحرب في ذلك البلد. وبعد 37 عاما على النزاع، وبدء هجوم الجيش على الشمال في نهاية 2007، تطارد القوات الحكومية فلول حوالي ألفين من مقاتلي نمور التاميل في آخر معاقلهم في الأدغال في بقعة طولها 20 كلم وعرضها 15 كلم، حيث يقطن ما بين 150 و300 ألف مدني. ويقاتل نمور التاميل الهندوس منذ 1972 من أجل استقلال شمال وشرق سريلانكا، وقُتل في هذه الحرب ما لا يقل عن 70 ألف شخص منذ ذلك التاريخ.