تبرع مجموعة من اللاعبين الدوليين القدامى بالدم في الحملة التي وجهتها جمعية رياضة وصداقة لكافة الرياضيين، وشهد مركز تحاقن الدم التابع للمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء مساء يوم الثلاثاء الماضي توافد العديد من اللاعبين خاصة القدماء منهم، والذين أجمعوا على ضرورة انخراط الرياضيين في الحملة العالمية المساندة لضحايا غزة الذين يعانون من مضاعفات العدوان الإسرائيلي. وفي تمام الساعة الثالثة بعد الزوال حل بالمركز أزيد من أربعين رياضيا من مختلف التخصصات أغلبهم من لاعبي كرة القدم، كما لوحظ الحضور اللافت لفريق فتيات برشيد بطل المغرب لكرة القدم النسوية الذي جاء مرفوقا برئيسه الجهوري والدولي السابق عبد الغني العثماني، وخلفت تواجد الفريق النسوي ردود فعل إيجابية في صفوف الأطر الطبية وفعاليات المجتمع المدني التي تابعت العملية التضامنية، وواصف منصور السفير الفلسطيني السابق في المغرب الذي تابع العملية عن قرب وشكر الرياضيين المغاربة على مبادرتهم، علما أن قريب من الأسرة الرياضية بحكم علاقة المصاهرة التي تربطه بالجنيرال إدريس باموس الرئيس السابق للجامعة واللاعب الدولي الأسبق في الستينات والسبعينات. ومن أبرز الأسماء التي تبرعت بدمها الحكمان الدوليان السابقان محمد الكزاز وعبد العالي الناصري، إلى جانب كل من أحمد فرس وصلاح الدين بصير وحمادي حميدوش وعزيز بودربالة ويوسف فرتوت وعبد المجيد اسحيتة وغيرهم من الأسماء التي أبت إلا أن تكون في الموعد التضامني. ومن الطرائف التي ارتبطت بالعملية، إصرار مجموعة من اللاعبين الذين تجاوزوا سن الستين على التبرع بالدم رغم أن الضوابط القانونية تمنع البالغين سن الستين من تقديم دمهم لبنك الدم، إلا أنه وأمام الحماس القومي للرياضيين فقد اضطر كل من رئيس جمعية صداقة ورياضة سعيد بلمنصور وأحمد فرس وحمادي حميدوش وشريفة المسكاوي والعديد من الرياضيين إلى إخفاء سنهم الحقيقي خوفا من حرمانهم من المبادرة التي تؤكد حضور الوازع التضامني في نفوس اللاعبين والحكام والمسيرين على حد سواء. ولقد بدأت أولى خيوط المبادرة بعد الحفل التضامني الذي أقامه الفنانون المغاربة في مسرح حسن الصقلي، حيث كان اللاعب الدولي السابق ضمن المشاركين بقطعة غنائية، مما دفع بمجموعة من اللاعبين القدامى إلى البحث حول صيغة لتجسيد المساندة على أرض الواقع. وقال رئيس الجمعية المنظمة للمبادرة في تصريح ل«المساء» إن الخطوة التي أقدم عليها الفنانون كانت دافعا حقيقيا للرياضيين من أجل المساهمة بعمل لفائدة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، وأشار إلى أنه تدارس المقترح مع عزيز بودربالة وصلاح الدين بصير وبعض أعضاء المكتب المسير للجمعية ووجد كل التشجيع. وعقد بلمنصور مجموعة من اللقاءات مع الدكتور نشناش عن الهلال الأحمر المغربي، الذي وجه المبادرة نحو مركز تحاقن الدم. وقال سعيد بلمنصور إن مدير المركز الدكتور لفضيل أكد من خلال اجتماعات تقنية مع الجمعية على أهمية المبادرة وأوضح للمتبرعين مسطرة التبرع بالدم الذي تتكلف وزارة الصحة العمومية بإرساله إلى ضحايا غزة في إطار الجسر الجوي بين المغرب وفلسطين. «قدمنا كمية لا بأس بها من الدم حيث شارك ما يقارب 80 رياضيا في العملية من مدن مختلفة، اكتفينا بتوجيه نداء عبر وسائل الإعلام ولم نسع إلى إجبار الممارسين الحاليين على الانخراط في العملية لإيماننا بالمغزى التطوعي والإنساني لها».