عاد الفريق الوطني للمحليين بفوز معنوي هام، بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة ليهزم مضيفه التونسي حامل اللقب، بهدف دون مقابل، مساء أول أمس السبت بالملعب الأولمبي بسوسة، في مباراة الدور الإقصائي الوحيد لتصفيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستستضيفها ملاعب جنوب إفريقيا ما بين 10 يناير وفاتح فبراير 2014. وصمد المنتخب الوطني في آخر ربع ساعة، عندما اضطر للعب بتسعة لاعبين، بعد طرد كل من محمد أبرهون وصلاح الدين السعيدي، لجمعهما إنذارين لكي يستغل البديل زكريا حدراف كرة ردها زهير فضال ليمررها للبديل الآخر لمباركي الذي انطلق سريعا بالكرة، وراوغ الحارس وسجل بهدوء وذكاء كبيرين. بهذا الفوز بهدف لصفر يكون المنتخب الوطني المحلي، قد وضع رجلا في نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لأول مرة، شريطة تأكيد هذا التقدم مساء السبت المقبل، بالملعب الكبير لمدينة طنجة في مباراة الإياب. وسبق للمنتخب التونسي أن تأهل على حساب المنتخب المغربي لنهائيات النسخة الثانية بالسودان التي فاز بها لاحقا بعد أن تعادلا بسوسة 1 1 وتعادلا بالدار البيضاء 2 2، مما يفرض الاحتياط في مباراة الإياب خاصة في ظل غياب كل من أبرهون والسعيدي. وظهر جليا منذ بداية المباراة التي تابعها جمهور قليل جدا بينهم أفراد من الجالية المغربية المكونة من الطلبة خاصة أن المنتخب التونسي الذي تغيب عنه أبرز الأسماء المحلية بالمنتخب الأول والذي لم يستعد سوى لخمسة أيام مرتبك الصفوف، مما جعل العناصر الوطنية تتحكم في الكرة وتلعب قرابة عشر دقائق في منتصف ملعب المنتخب المضيف. ونشط عبد الإله الحافيظي على الأطراف برفع كرات دائرية لم تكن تجد من يتصدى لها، كما أن عبد السلام بنجلون خلق عدة متاعب لدفاع المنتخب التونسي الذي كان متراصا قبل أن يبدأ المنتخب التونسي في مبادلة نظيره المغربي السيطرة على وسط الميدان. واعتمد رشيد الطوسي على نفس التشكيلة التي لعب بها الشوط الأول أمام الفتح الرباطي والمكون من أنس الزنيتي في حراسة المرمى، وأمامه رباعي الدفاع المكون من نصير وكروشي وفضال وأبرهون، وأمامهم في وسط الميدان الثلاثي المكون من السعيدي وبرابح وأولحاج، بينما كلف الحافيظي والقديوي بتنشيط الخط الأمامي المكون من رأس حربة واحد في شخص بنجلون. وبحث المنتخب التونسي عن استعادة زمام المبادرة، لكن حسن انتشار لاعبي الدفاع فرض عليه الاعتماد على الكرات الطويلة في ظهر المدافعين، والتي كادت أن تكتسي طابع الخطورة خاصة في الدقيقة الأخيرة للشوط الأول، من ضربة حرة أبعدها أنس الزنيتي بصعوبة بعد أن كان متقدما. وسار الفريق الوطني على نفس النهج، مع استئناف اللعب في الشوط الثاني، إذ كان صاحب المبادرة لتتاح له خمس دقائق بعد ذلك أبرز فرصة لهز الشباكن بعد أن مرر القديوي كرة بينية لعبد الإله الحافيظي الذي انسل وانفرد لكن تسديدته من وضع انفراد مرت سنتمترات قليلة بمحاذاة القائم الأيمن. وباقتراب المباراة من نهايتها نزل المنتخب التونسي بكل ثقله لترتطم تسديدة بجسم فضال عند الدقيقة 90 وتصل لحدراف الذي لمح لمباركي لوحده في نصف ملعب المنتخب الوطني، فما كان منه إلا أن أرسل له الكرة ليتقدم وحيدا باتجاه منطقة العمليات ثم راوغ بفضل مهارته الحارس وسدد في الشباك من زاوية مغلقة.