عاد الفريق الوطني المحلي بفوز صغير وثمين جدا 0-1 من الملعب الأولمبي بسوسة أمام نظيره التونسي ضمن ذهاب تصفيات كأس أمم إفريقيا للمحليين (الشان). الشوط الأول كان متكافئا ومفتوحا في عمومه وشهد فصولا من الندية والإندفاع البدني بين الفريقين، حيث إندفع التونسيون في الدقائق الأولى للمباراة وحاولوا الإستحواذ على الكرة منظمين هجمات عبر الأطراف ومن العمق، وتكلف بقيادة هجمات المضيف كل من الأخوين ساسي ودريس مهيرسي وحران والذين كانوا نشطاء وناورا عبر الأطراف ومن خلال التسديد عن بعد بيد أن جميع المحاولات كانت عقيمة ولم تقلق زملاء زهير فضال ومن ورائهم الحارس الزنيتي، من جهته ناقش الفريق الوطني المباراة بحكمة وذكاء بعدما دافع بإستماتة وقطع الكرات في وسط الميدان عن طريق برابح، السعيدي، أولحاج، كما كان الطرف الأفضل والأخطر في المقابلة بشنه لهجمات مرتدة مقلقة جدا للدفاع التونسي الذي عانى كثيرا أمام الثالوث قديوي، بنجلون، حافيظي، وأتيحت للعميد القديوي أبرز فرصة في الشوط الأول بعدما إنطلق بالكرة مسرعا وإنفرد بالحارس فاروق بن مصطفى الذي كان يقظا وتصدى لتسديدة الأرضية بنجاح (د22)، وتوازن اللعب بعدها وتبادل المنتخبان الهجمات مع إعتماد كثيبة الطاوسي على المرتدات والضربات الثابتة لكن التسرع وغياب الفعالية أبقيا النتيجة بيضاء في شوطٍ أول مفتوح ومتوسط كانت فيه المبادرة لتونس والخطورة للمغرب. خلال الجولة الثانية تواصل إيقاع المباراة المتوازن مع أفضلية نسبية للمضيف الذي كان سباقا للتهديد عبر مصعب ساسي وفخر الدين بن يوسف بيد أن تسديداتهما لم تكن مؤطرة، وظل دفاع الأسود المكون من الثنائي فضال وأبرهون متماسكا وصلبا أمام المناورات التونسية فيما تكلف العسكري قديوي والرجاوي حافيظي بمباغثة التونسيين بهجمات مرتدة غير مقلقة من حين لآخر، وفطن الناخب الوطني رشيد الطاوسي إلى نوم خط وسطه أمام صحوة أبناء نبيل معلول فقام بتغييرين بإدخال لمباركي وحدراف مكان برابح وبنجلون لكنه لم يتوقع طرد مدافعه أبرهون قبل ربع ساعة من النهاية بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثانية وبعده بخمس دقائق زميله السعيدي لتكمل العناصر الوطنية المقابلة بتسعة لاعبين، وكان منطقيا أن تشهد العشر دقائق الأخيرة ضغطا كبيرا للتونسيين وإستماتة قوية للمغاربة مع تسجيل محاولة فردية لحذراف كادت أن تغير النتيجة لولا براعة الحارس فاروق (د85)، لتأتي الضربة القاضية والصدمة غير المتوقعة للمضيف في الدقيقة 90 بعدما صعد جل لاعبيه إلى إحدى الضربات الثابتة ونسوا التغطية الدفاعية، لتنقطع الكرة وتصل بسرعة إلى الزئبقي عبد الصمد لمباركي الذي ركض نصف الملعب وحيدا وراوغ الحارس مسددا الكرة بتركيز داخل الشباك، مساهما في قيادة الأسود إلى قطع نصف طريق العبور بعد ذبح النسور في معركة أولى تسيدها التونسيون برعونة وتهور وفاز بها المغاربة بواقعية وذكاء، في إنتظار الحسم والحفاظ على الهدوء في لقاء الإياب بعد أسبوع بعاصمة البوغاز طنجة. المهدي الحداد