كشف أبوحامد، القائد الميداني المسؤول عن إطلاق الصواريخ بكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، الخطط العسكرية التي واجهت بها المقاومة المسلحة عمليات الاجتياح البري للقوات الإسرائيلية. شبكة الخنادق الواسعة والعبوات الناسفة وصواريخ (آر.بي.جي) شكلت أهم الأسلحة التي واجه بها المقاومون جنود الاحتلال، بحسب المصدر، الذي أضاف، في حديث مطول أجراه مع جريدة «المساء»: «المجاهدون كانوا يركنون في البيوت المهجورة والخنادق وينتظرون توغل الدبابات الإسرائيلية لمحاصرتها وبعد ذلك تدميرها بواسطة القذائف التي يطلقها عليها المجاهدون من كل الاتجاهات». القائد الميداني، المسؤول عن إطلاق الصواريخ بكتائب الشهيد عز الدين القسام، أوضح أن فكرة حفر الخنادق، التي توزعت على مختلف مناطق قطاع غزة وبالتحديد في الشمال بمنطقتي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، بنيت على أساس تسهيل عمليات خطف الجنود الإسرائيليين من طرف المقاومة المسلحة. إذ يتم بناء خندق يتراوح قطر مدخله ما بين متر إلى مترين وطوله قد يصل إلى 200 متر، لمحاصرة الجنود من لواء المشاة وإرغامهم على وضع السلاح أو إصابتهم على مستوى الظهر قبل أن يتم إدخالهم إلى الخندق وأسرهم بعد ذلك. العمليات البرية جوبهت بمقاومة شرسة من لدن «المرابطين»، بحسب تعبير أبوحامد، الذي أشار إلى أن الصراع اشتد بين «المقاومة والصهاينة منذ اليوم الأول للحرب»، فالمجاهدون كانوا على أهبة الاستعداد منذ بداية الحملة الجوية، حيث ركنوا في البيوت المهجورة والأنفاق متربصين بالعدو. ويتذكر المتحدث نفسه أنه خلال عمليات الاجتياح البري الإسرائيلي بشمال غزة، في الأيام الأولى من الحرب، توغلت ثلاثة ألوية عسكرية بمنطقة جباليا المتواجدة على الحدود الإسرائيلية حيث نُصبت أجهزة المراقبة المتطورة ووضع الجنود الإسرائيليون في حالة تأهب قصوى لرد هجمات محتملة للمقاومة، التي تُستعمل فيها في الغالب قذائف «آر.بي.جي»، أو ما يعرف بمصاص الدماء، وهو قاذف صاروخي مصمم لتدمير الدبابات والعربات المدرعة والدشم المختلفة يحمله فرد المشاة. وفي أحيان أخرى يتم قصف القواعد العسكرية الإسرائيلية المتواجدة على الحدود عبر صواريخ «القسام» أو «البتار» أومدافع «الهاون» أو عبوات «الخرق» أو قذائف «الياسين». الألوية العسكرية التي اجتاحت جباليا تكونت من لواء للآليات العسكرية تضم حوالي 10 دبابات ولواءين من الجنود المشاة، ويؤكد أبو حامد أنه أثناء هذا التوغل «استطاع المجاهدون أن يخطفوا خمسة جنود إسرائيليين وتمكنوا من تفجير دبابة عسكرية، وذلك على إثر اشتباك دام حوالي 20 ساعة». مشيرا إلى أنه في كل مرة يتم فيها أسر جندي من العدو تقوم طائرات «أف.16» الإسرائيلية بقصف المكان الذي يكون فيه الأسير بعد علمها باختطافه من قبل مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام. أبو حامد أطلع «المساء» على عدد من الأنفاق التي أسرت فيها المقاومة جنودا إسرائيليين قبل أن يتم تدميرها من طرف صواريخ العدو، كما عرض على «المساء» بذلات عسكرية لجنود إسرائيليين محروقة عليها آثار دم مازالت عناصر الكتائب يحتفظون بها. وأشار القائد الميداني إلى أن «المجاهدين محمد فريد عبدالله ومحمد عبدالله عبيد وإياد عبيد أسروا ثلاثة جنود إسرائيليين قبل أن يستشهدوا بصواريخ العدو التي قصفت موقع تواجد جنوده الأسرى».