في الوقت الذي تعاني الدارالبيضاء عجزا مهولا على مستوى المساحات الخضراء، حيث إنّ نصيب المُواطن البيضاوي لا يتعدى مترا مربعا من المساحات الخضراء، و هو رقم ضعيف مقارنة مع ما هو موجود في العديد من المدن العالمية، فإنّ المبلغ الذي اقترِح من أجل صيانة وتجهيز المساحات الخضراء في العاصمة الاقتصادية من قبَل أغلبية العمدة محمد ساجد لا يتعدى 600 مليون سنتيم.. وقال مصدر ل«المساء» إنّ «هذا المبلغ ضعيف جدا مقارنة مع حاجيات الدارالبيضاء، حيث إنه كان من المفروض أن يتم اقتراح مبلغ يفوق بكثير ما تم اقتراحه بخصوص صيانة وتجهيز المساحات الخضراء، لأنه لا بدّ أن يتم إعطاء الأولية لهذا القطاع». وأضاف المصدر نفسه أنّ مبلغ 600 مليون، المقترَح من الفائض المالي الذي يتعدى 6 ملايير سنتيم، قليل، لأنّ الدارالبيضاء تعاني نقصا مهولا في المساحات الخضراء في العديد من المناطق. واعتبر المستشار مصطفى رهين، عضو مستقل في مجلس المدينة، إن هناك تخوفا من ألا يتم صرْف هذا المبلغ بطريقة جيدة، وقال: «رغم أنّ المبلغ قليل جدا، فإنّ الخوف هو من عدم صرفه بطريقة شفافة ونزيهة»، مؤكدا أنّ «المساحات الخضراء لا بد أن تكون على رأس اهتمامات المسؤولين وأن يتم تخصيص مَبالغ بالملايير لهذا القطاع، نظرا إلى أهميته لصحة المواطنين وجمالية البيئة». وكانت السلطات الدارالبيضاء، في زمن الوالي محمد الظريف، قد تبنت مشروعا يهدف إلى إحداث حوالي مليون شجرة، وبرّرت السلطات هذه الخطوة آنذاك بضرورة الحفاظ على البيئة في العاصمة الاقتصادية، إلا أنه لم يُقدَّر لهذا المشروع النجاح. ويوجد في مدينة الدارالبيضاء حوالي 234 هكتارا من الحدائق والبساتين، و117 هكتارا من المساحات الخضراء. ويعترف المسؤولين بالنقص المهول للمساحات الخضراء على صعيد المدينة، وسبق أن تم تقسيم الدارالبيضاء إلى أربع «مناطق»، في محاولة لصيانة المساحات الخضراء، وهي هي «منطقة 1»، وتضم سيدي البرنوصي وسيدي مومن والصّخور السّوداء وعين السّبع -الحي المحمدي، و«المنطقة 2»، التي تضمّ مولاي رشيد وسيدي عثمان وبنمسيك وسباتة، و«المنطقة 3»، وتضمّ الحي الحسني وعين الشق ومرْس السّلطانْ والفداء، و»المنطقة 4»، التي تتكون من أنفا وسيدي بليوط والمعاريف.