وضع الطبيب عبد الرحمان بكراوي، الاختصاصي في أمراض الأنف والحنجرة والأذن في مستشفى الحسني في الناظور، أول أمس الأربعاء، شكاية لدى مصالح الشرطة القضائية في المدينة ذاتها، في شأن حادث اعتداء تعرّض له، على حدّ قوله، أثناء مزاوله عمله يوم الثلاثاء الأخير، حيث استمعت إليه عناصر المصلحة المذكورة وإلى الشهود، كما استمعت إلى المشتكى به وشهوده. ونفذت الأطر الطبية، زوال الثلاثاء، وقفة احتجاجية، سبقها إضراب جزئيّ وتعليق العمل في المصالح والأقسام التابعة للمستشفى الحسني في الناظور، احتجاجا على ما اعتبروه «تعرُّض طبيب للإهانة». وأوضح الطبيب بكراوي أنّ حادث الاعتداء عليه جاء استمرارا لتداعيات حادث مماثل تعرّض له يوم الثلاثاء ما قبل الماضي، حين حلّ أحد الأشخاص، رفقة تلميذ، بمركز تشخيص الأمراض الخاص بالفحوصات، وطلب منح التلميذ (وهي في قسم الباكلوريا) شهادة طبية على أساس أنه يعاني من «اختناق»، وقتها وجّهه الطبيب إلى قسم المستعجلات، الأمر الذي لم يرُقه وتحامل عليه وصرخ في وجهه ونشر مقالا في إحدى الجرائد المحلية يتضمّن سبّا وشتماً. وتكرر السيناريو نفسُه مع شخص آخر وبالطريقة الاستفزازية نفسِها «انتقاما» لما سبق، حيث قام الشخص بالاعتداء على الطبيب بالضرب باللكم، ما نتج عنه كدمات في الوجه وإصابة في العين.. سُلمت له إثرها شهادة طبية حدّدت العجز في 25 يوما. ومن جهته، اتهم مرافق التلميذ الطبيبَ البكراوي -في الحادث الأول- برفض استقبال تلميذ يتيم أصيب باختناق تنفسيّ، خلال فترة اجتيازه لامتحان الباكلوريا، وأصرّ على موقفه وتم نقل التلميذ المريض إلى قسم المستعجلات، فيما يقول الشخص الثاني إنه تعرّض لاعتداء، بعد أن جاء إلى المستشفى يبحث عن العلاج والتطبيب، قبل أن يدخل في سجال ونقاش حادّ مع الطبيب، انتهى بتشابك بالأيدي وتبادل للكمات والشتائم.. ومباشرة بعد حادث الاعتداء، أصدر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بيانا استنكاريا حمّل فيه مسؤولية الاعتداءات على الشغيلة الصحية للمسؤولين، على رأسهم وزير الصحة، نتيجة خطاباتهم عبر وسائل الإعلام واللقاءات المباشرة مع المواطنين، خاصة منها الطابع الحزبيّ (نموذج أكادير) والذي يحاولون من خلاله التملص من المسؤولية وتحميل الموظفين الاختلالات التي يعرفها القطاع.. وعبّرت النقابة عن تضامنها المطلق مع كلّ ضحايا الاعتداءات المتكررة التي تطال العاملين في القطاع الصحي، بكل فئاتهم، وعن استعدادها التام للنزول بشكل جماعيّ ومكثف إلى الناظور وإلى كل المواقع التي تعرف توترات من هذا القبيل. كما طالبت بضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة للمؤسسات الصحية وللعاملين فيها.