أعلن أئمة وخطباء مساجد بفرنسا، يوم الثلاثاء الأخير، عن نيتهم تأسيس إطار جديد للدين الإسلامي في بلاد ديغول، وذلك بعد بضعة أيام عن إجراء انتخابات تجديد هياكل المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية التي أفرزت فوز «تجمع مسلمي فرنسا»، الذي يوصف بأنه مقرب من المغرب، بنسبة 60 في المائة من إجمالي الأصوات المعبر عنها. وقال أئمة وخطباء في بيان أطلقوا عليه اسم «بيان 18 يونيو» إنهم يسعون إلى إحداث منظمة جديدة تتسع تمثيليتها لمجموع مسلمي فرنسا ممن أطلق عليهم البيان اسم «الأغلبية الصامتة». وشدد أصحاب البيان، الذي اطلعت عليه «المساء» على أن دعوتهم موجهة بالأساس إلى «سلطات بلادنا (فرنسا)، المكلفة أو المعنية بقضايا وتدبير الأديان في فرنسا». وحمل البيان توقيع العديد من الأئمة والخطباء البارزين في الساحة الفرنسية مثل كامل كابتان، خطيب مسجد ليون، والعربي مرشيش، خطيب مسجد محمد الخامس بسانت إيتيان، ومحمود بنزعيمية، خطيب مسجد نيس، وبكاي المرزاق، رئيس المجلس الجهوي للديانة الإسلامية ب«إيل دو فرانس الوسطى»، وألدو أومودن، وهو مستشار. كما تتضمن قائمة الموقعين على البيان رضا قادري، وهو أستاذ وإمام، ويوسف عفيف، مسؤول تعليم اللغة العربية، ومحمد مغلاوة، إمام مسجد الفتح بمدينة غرونوبل، وعبد الكريم تريقية، رئيس مسجد سان مارتين، وكامل شبوت، رئيس فيدرالية المسجد الأكبر لباريس الشرقية، إلى جانب عبد الله سوافاري، وهو رئيس سابق للمجلس الجهوي للديانة الإسلامية بمنطقة الألزاس، شمال فرنسا. كما وجهوا في الوقت نفسه الدعوة إلى من وصفوهم ب«المسلمين المستقلين» في فرنسا لدعم مبادرتهم والمشاركة بكثافة في المؤتمر التأسيسي للإطار الجديد الذي ينتظر أن ينعقد في الأسابيع المقبلة على أن يحمل اسم «المساجد والمسلمون المتحدون». وطالب البيان السلطات الفرنسية بمعاملة جميع الأديان، الموجودة بفرنسا، على قدم المساواة، بما في ذلك الدين الإسلامي، وفق مبادئ وقيم الجمهورية الفرنسية القائمة، ولاسيما اللائكية. كما نادى البيان السلطات الفرنسية أيضا باعتماد منظمتهم الجديدة ممثلا شرعيا وقانونيا لمسلمي فرنسا إلى جانب المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية، رغم أنه وصف هذا المجلس ب«فاقد الشرعية لدى معظم مسلمي البلاد». كما شدد أصحاب هذه المبادرة على الحاجة إلى قيام الدولة الفرنسية، في إطار الاحترام المطلق لمبدأ اللائكية، ب«دعم كل تفكير وعمل كفيل بانبثاق مؤسسة منتخبة بشكل ديمقراطي وتحظى بتمثيلية حقيقية للديانة الإسلامية الفرنسية». ويأتي إصدار هذا البيان بعيد أيام قليلة من إجراء انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية، والتي أسفرت عن فوز «تجمع مسلمي فرنسا»، الذي يوصف بأنه مقرب من المغرب، بأغلبية الأصوات، بنسبة بلغت 60 في المائة من إجمالي الأصوات المعبر عنها.