عاش حي الزاودية بطنجة، أول أمس الأربعاء، على وقع الأحزان والاحتجاجات الغاضبة، عقب وفاة سيدة وطفليها وابنة أختها، إثر حريق شب في منزلهم، وصب سكان الحي جام غضبهم على عناصر الوقاية المدنية، الذين قالوا إنهم تأخروا في القدوم، ولم يحضروا الوسائل اللازمة لعملية الإنقاذ، مما تسبب في وفاة الضحايا. وكان 4 أفراد من أسرة «أزروال» قد قضوا في الحريق اختناقا، تم ترك جثتي اثنين منهم عرضة للتفحم، إلى أن استطاع عناصر الوقاية المدنية أن ينتشلوا ضحيتين، فيما قام سكان الحي بانتشال الضحيتين الأخريين، من بينهما طفلة في الثالثة من العمر، لكنهما لحقا بالضحيتين الأوليين نتيجة عدم توفر أجهزة تنفس اصطناعي. وكشفت التحقيقات الأولية أن سبب الحريق راجع إلى تماس كهربائي أدى إلى انفجار عنيف، تسبب فيه، حسب المعطيات المتوفرة، شاحن للهاتف النقال، وقد هز الانفجار جنبات الحي، وسُمع من مسافة بعيدة لدرجة أن قوته كسرت زجاج نوافذ المنزل، قبل أن تشتعل ألسنة اللهب في كامل أرجائه محاصرة الأم والأطفال الثلاثة. وشرع الضحايا في الصراخ طلبا للغوث، بينما قام سكان الحي، حسب رواية شهود عيان، بمحاولات للسيطرة على الحريق، لكنها باءت بالفشل نتيجة إحاطته بجوانب المسكن الأربعة، الشيء الذي جعل المتطوعين من شبان المنطقة عاجزين عن إيجاد منفذ لولوج المنزل. وأثار تأخر عناصر الوقاية المدنية عن الحضور لمسرح الحادث، غضب السكان الذين أكدوا أنهم كرروا اتصالاتهم بمركز الإطفاء عدة مرات، غير أن الصدمة الكبرى كانت عند مجيء سياراة الإطفاء، حيث اتضح أن عناصرها لم يحضروا سلالم بمقدورها الوصول إلى الطابق الثالث، مما تسبب في تأخر عمليات الإنقاذ. وبعد جهد جهيد، وبمجهود كبير من سكان الحي، تمكن عناصر الإطفاء من كسر باب المنزل والولوج إليه، وتمكنوا من إخراج جثة الأم ورضيعها البالغ من العمر سنة ونصفا، غير أن غضب السكان سيصل ذروته عندما سيتمكن متطوعون من السكان من إنقاذ طفلة في الثالثة من عمرها وابنة خالتها ذات الثلاثة عشر ربيعا، حيث سيتضح أنهما، رغم إصابتهما بحروق وحالة اختناق، إلا أنهما كانا يتنفسان بصعوبة، إلا أن عدم إحضار الوقاية المدنية لأجهزة تنفس عجل بوفاتهما. وأثارت «أخطاء» الوقاية المدنية، حنق السكان، الذين شرعوا في الاحتجاج ضد ما وصفوه ب«التقصير والاستهتار بأرواح الناس»، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، معتبرين أن الوقاية المدنية تتحمل وزر وفاة الضحايا الأربع. وعلمت «المساء» أن جمعية مدنية شرعت، منذ صباح أمس، في الإعداد لمسيرة احتجاجية يفترض أنها رافقت جنازة الضحايا الأربع ظهر أو عصر أمس الخميس.