لم تكن عائلة "أزروال" القاطنة بمنزل في حي الزاودية بمقاطعة السواني، تدرك أن أربعة من أفرادها سيقضون دفعة واحدة في حريق مهول نجم عن تماس كهربائي، وساهم فيه تأخر عناصر الوقاية المدنية عن الوصول في الوقت المناسب لمكان الحادث، علاوة على عدم توفرهم على أية معدات ضرورية للقيام بالاسعافات الأولية. تفاصيل هذه المحرقة المريعة التي أدمت قلوب ساكنة الحي، كما يحكيها شاهد عاين جزءا كبيرا منها بحكم تواجده وسط "جحيمها" بعد أن تدخل بشكل تطوعي في محاولة منه "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". "عبد الحفيظ" هو شاب مغربي مقيم بالديار الإسبانية، أوضح أنه كان متوجها نحو ملحقة إدارية في الحي، لكن أصوات صراخ وصفها بانها "رهيبة" ستتناهى إلى مسامعه، قبل أن يستوقفه مشهد أدخنة متصاعدة من داخل المنزل وسط جمع غفير من شباب وساكنة حي الزاودية. "قمت بالاتصال بالوقاية المدنية ثم بعدها تجاوزت الناس المتجمهرين حول المنزل وقمت باقتحامه"، يتحدث "عبد الحفيظ" الذي أضاف بان خطوته الشجاعة هذه حفزت شبابا آخرين من الحي الذين تبعوه إلى الداخل، حيث توجهوا إلى المطبخ الذي كان موصدا بإحكام لكنهم سيلجأون إلى تحطيم الباب حتى يتسنى لهم الدخول والقيام بإغلاق قنينتي غاز، تفاديا لأي مضاعفات قد تنجم عن تسرب محتمل ل "البوتان". وبوسائل جد متواضعة سينجح ثلة الشباب في إخماد النيران، لكن ذلك سيخلف أدخنة كثيفة كادت تخنق الجميع، حسب ما يحكيه "عبد الحفيظ"، إلا أن ذلك لم يثنيهم عن مواصلة المهمة التي دخلوا إلى قلب المحرقة من اجلها "إنقاذ ما يمكن إنقاذه". وبعملية بحث بسيطة في حجرة النوم، سيعثر الشباب على رضيع يحتضر ، ثم بعدها جثة لسيدة يبدو أن جسدها تعرض لحروق بليغة ساهمت إلى جانب الاختناق في التعجيل بوفاتها. بعد أن يتم انتشال الطفل وجثة المرأة نحو سطح المنزل، سيلتحق شباب آخرون وهم حاملين لجثة طفل في الثالثة من العمر، ومعه جسد فتاة في الثالثة عشر من عمرها كانت في حالة احتضار. " لو أن رجال الوقاية المدنية حضروا في وقت مناسب وكانت معهم معدات الاسعاف لأمكن تفادي هذه الكارثة"، يقول "عبد الحفيظ" الذي واصل سرده للأحداث بنبرة متاثرة. وتجدر الإشارة إلى أن "طنجة 24"، تتوفر على أشرطة فيديو لمشاهد كارثية من مخلفات الحريق، نعتذر عن بثها نظرا لبشاعتها واكتفينا منها بهذه الصور.