وضع الوداد الرياضي لكرة القدم، نقطة نهاية لملف التعاقد مع المدرب الجديد للفريق، بارتباطه رسميا أمس الأربعاء، مع المدرب عبد الرحيم طاليب، الذي سيتولى قيادة الفريق بموجب عقد يمتد لسنة، على أن يعمل يوسف فرتوت الهداف السابق للفريق، وأحد أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم الوداد مدربا مساعدا له. في مختلف المحطات التي مر منها طاليب، استطاع هذا المدرب سواء اتفق أو اختلف معه البعض، في أن يترك بصمته على الفرق التي عمل معها، وأن يطبعها بأسلوب لعبه، وأن يكون لها حضور في منافسات البطولة. في معظم التجارب التي مر منها طاليب، كان يجد دائما الحماية من المكتب المسير، وخصوصا من رؤساء الفرق، ففي الدفاع الجديدي كان سنده هو الرئيس السابق عبد الله التومي، وفي النادي المكناسي تكرر الأمر نفسه مع عبد المجيد أبو خديجة، وفي نهضة بركان كانت علاقته مع فوزي لقجع متينة، واستفاد الرجل من صبر المكتب المسير، رغم النتائج السلبية التي تحققت في البداية، قبل أن يضع الفريق على السكة الصحيحة، ويحقق معه نتائج إيجابية في الشطر الثاني من البطولة، جعلت من الفريق البركاني ظاهرة بما تحمل الكلمة من معنى، ومن طاليب مدربا له حضوره. في الوداد سيكون الأمر مختلفا، فالأمر يتعلق بفريق ينافس على اللقب، ولا يكتفي بتنشيط البطولة، وبفريق قاعدته الجماهيرية عريضة وحجم الاهتمام به كبير جدا، كما أن الضغوط المسلطة على الفريق كبيرة وقد لا يطيقها البعض. يعرف طاليب فريق الوداد ومكتبه المسير ومحيطه جيدا، ولكي ينجح في مهمته فإنه يحتاج أولا إلى دعم مطلق من المكتب المسير بمختلف مكوناته، وليس من فصيل واحد، كما يحتاج إلى ثقة في عمله وإلى بعض الصبر، وألا يكون كبش فداء يضحي به المكتب المسير في أول تعثر. إن مهمة قيادة الوداد ليست سهلة، فالفريق الذي تعاقب على تدريبه في الست سنوات الأخيرة 19 مدربا بالتمام والكمال، يحتاج إلى الاستقرار التقني على الأقل لكي يمضي في الطريق الصحيح، ويحتاج أكثر من ذلك إلى موارد مالية مهمة، حتى لا يكون هناك أي مبرر للاعبين أو للطاقم التقني يجعلون منه مشجبا يعلقون عليه النتائج السلبية، أما طاليب فإن ما يحتاج له هو أن تتم حمايته، وحماية عمله، أما دون ذلك، فإن الوداد سيعيد استنساخ التجارب السابقة.