سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«فيفاندي» تسعى إلى إدخال «أورانج» كمنافس جديد في صفقة «اتصالات المغرب» بعد خروج القطريين وبقائها وجها لوجه مع مجموعة «اتصالات» الإماراتية كمرشح وحيد للفوز بالصفقة
خلق انسحاب المجموعة القطرية «أوريدو» من سباق الظفر باتصالات المغرب مأزقا حقيقيا بالنسبة إلى «فيفاندي»، التي وجدت نفسها الآن وجها لوجه أمام مرشح وحيد للفوز بالصفقة ممثلا في شركة «اتصالات» الإماراتية، وهو ما دفع المسؤولين بالمجموعة الفرنسية إلى محاولة استقطاب شركة «أورانج» الفرنسية للدخول إلى المنافسة. وكشفت مصادر مقربة من «فيفاندي»، حسب ما نشرته اليومية الاقتصادية «وول ستريت»، أن المسؤولين في المجموعة الفرنسية التي تملك 53 في المائة من رأسمال اتصالات المغرب، عقدوا اجتماعا مع بعض الوسطاء من أجل إقناع شركة «أورانج» بأنهم على استعداد لدراسة عرضها إذا تقدمت به خلال الأسابيع المقبلة. وأضافت المصادر ذاتها أن هذا لا يعني أن المفاوضات مع الإماراتيين لا تسير بشكل جيد، بل على العكس من ذلك، لكن المسؤولين عن شركة «فيفاندي» يتمنون دخول منافس جديد يمكن أن يدعم موقفهم ويمكنهم من كسب مزيد من النقاط أثناء المفاوضات. وكانت المجموعة القطرية «أوريدو» أعلنت، في خطوة مفاجئة، عن سحب عرضها لاقتناء حصة «فيفاندي» في شركة اتصالات المغرب، تاركة الباب مفتوحا أمام «اتصالات» الإماراتية كمرشح وحيد للظفر بالصفقة. ورجحت مصادر موثوقة أن يكون لهذا القرار علاقة برفض السلطات المغربية دخول القطريين إلى سوق الاتصالات بالمغرب، خاصة أن «فيفاندي» أكدت أنها لن تستطيع تمرير الصفقة دون موافقة من الحكومة المغربية على الفائز بها. غير أن بعض المصادر الإعلامية ترجح، بالمقابل، أن تقديم شركة «اتصالات» الإماراتية لسعر أعلى من الشركة القطرية جعل هذه الأخيرة تفضل الانسحاب من السباق. وحسب مصادر مقربة من الصفقة، فإن عرض «اتصالات الإمارات»، الذي تم الكشف عنه في ماي الماضي يفوق عرض «أوريدو»، رغم أنه يتضمن شروطا قانونية أكثر، ويحتاج إلى عمل أكبر من العرض القطري. وقد تراجع سهم «فيفاندي» بعد إعلان انسحاب شركة « أوريدو» القطرية بنسبة 3 في المائة قبل أن يتعافى قليلا، لكنه ظل أكبر الخاسرين على مؤشر الأسهم القيادية الفرنسي في تداولات يوم الجمعة الماضي. وتحتاج المجموعة الفرنسية «فيفاندي» إلى موافقة رسمية على المشتري من الحكومة المغربية، التي تتوفر على 30 في المائة من رأسمال اتصالات المغرب. ويعتبر بيع «اتصالات المغرب» أول عملية تفويت للأصول الرئيسية ل«فيفاندي» يتم عرضها على المساهمين خلال الجمع العام قصد الموافقة، وذلك في إطار سعي المجموعة الفرنسية لتركيز جهودها على وسائل الإعلام وفك ارتباطاتها بالاتصالات السلكية واللاسلكية. ووفقا لمصادر قريبة من الصفقة، يمكن لهذه العملية أن تجلب للمجموعة الفرنسية ما بين 4.1 مليارات و 4.5 مليارات أورو. وكان خبراء في مجال الاتصالات حذروا من أن «اتصالات المغرب» تدفع حاليا ثمن تأخر عملية تفويت «فيفاندي» لحصتها البالغة 53 في المائة في الشركة، معتبرين أن الفاعل التاريخي في مجال الاتصالات في المغرب هو الآن في مرحلة شلل تام في انتظار ما ستسفر عنه الصفقة.